التحوير الوزاري يجب أن يبدأ بتغيير رئيس الحكومة نفسه
عبد اللّطيف درباله
ما يضحك هو أنّ الناس والسياسيّين والأحزاب والإعلام.. يتداولون أسماء الوزراء الجدد والمغادرين في التحوير الوزاري المزمع القيام به قريبا.. وكأنّ الحلّ والخلاص في تونس يكمن فقط في فريق الوزراء وفي هذا التحوير..!!
والحقيقة أنّه لو أردنا تغييرا حقيقيّا في تونس فيجب أن يبدأ التحوير الوزاري بتغيير رئيس الحكومة يوسف الشاهد نفسه..
الناس يأخذهم السياق أحيانا فلا يفكّرون خارج الدائرة التي يوجدون فيها.. وقد نسوا أن يتساءلوا مرّة أخرى:
من هو يوسف الشاهد أصلا؟
ما هو عمق علاقته بالسياسة؟
ما هو فكره ومشروعه ورؤيته للدولة؟
ما هي قدراته؟
ما هي أوجه كفاءته لتسيير دولة بكاملها؟
ما هو تاريخه؟
ما هي خبرته؟
ما هي المراحل والإنجازات في مسيرة حياته التي أهّلته لتولّي أهمّ منصب في قيادة البلاد؟
ما هي تجاربه السابقة في الإدارة والقيادة والتصرّف والتفكير والسياسة وأمور الدولة؟؟؟
هل هو أكفأ رجال تونس المؤهّلين لقيادتها.. أو حتّى هل يجد لنفسه مكانا ضمن ترتيب الألف شخص الذين يمكن أن يكونوا رؤساء حكومة في تونس؟؟؟
ما هو مردود وإنجازات يوسف الشاهد في رئاسة الحكومة طيلة السنة الأولى؟؟؟!!!
ثمّ وللحقيقة مرّة ثانية.. فإنّه حتّى تغيير يوسف الشاهد والحكومة برمتّها ليس هو الحلّ.. ولن يغيّر شيئا من واقع البلاد وأزمتها وانحدارها وتردّيها..
فالطبقة السياسيّة جميعها مترهّلة وغير مؤهّلة..
ووضع البلاد هو انعكاس للطبقة السياسيّة برمتّها.. علاوة على تراكمات العقود الأخيرة..
وحاليّا فإنّ الأحزاب الحاكمة خصوصا.. والأحزاب المعارضة عموما.. لا تملك أيّ فكر أو رؤية أو مشروع ناجع للدولة.. وليست على قدر تسيير وإدارة البلاد.. لذلك فإنّ الوضع في تونس يسير من سيّء إلى أسوأ..
ولن يشهد الوضع تحسّنا أو تغييرا أو إنفراجا أو تطوّرا.. إلاّ مع بداية تغيير الطبقة السياسيّة الحاكمة والمعارضة..
وللأسف فإنّ ذلك لا يزال يحتاج إلى وقت طويل..!!!