الطيب الجوادي
والعودة المدرسية على الأبواب، ما قابلت مدرّسا أو مدرّسة إلا وجدته مُحبطا مكتئبا وهو يتساءل بحرقة ظاهرة: قريب نرجعوا لهاك الهمّ!
نعم: نحن رجال التعليم ونساءه نعيش حالة اكتئاب حقيقية ونحن على أبواب العودة، ذهب الزمن الذي كنّا نستقبل فيه العودة بحماس وانطلاق وتفائل، ونعتبر أنفسنا محظوظين بأن نكون مدرّسين، اليوم اختلف الأمر، فقد تمّ “تشليك” المدرسة العمومية تماما، فلم تعد تستقبل الموهوبين المتميزين بعد أن تم ابتداع الاعداديات والمعاهد النموذجية، بل إنها أصبحت تستقبل تلاميذ نجحوا بطريقة آليّة بدون أن يكونوا قد تلقّوا في الابتدائي الحدّ الأدنى من التحصيل، فأصبحت مضطرّا أن أقضي أكثر من أسبوعين في بداية السنة الدراسية لتدارك بعض النقائص الخطيرة مثل كتابة الهمزة والتفريق بين التاء المفتوحة والمربوطة، وإذا أضفنا لذلك التسيّب وعدم الانضباط، والاكتضاظ في القاعة وتكدّس الأوساخ ونقص الإطار المؤطّر وتآكل البنية التحية وتدهور مكانة المدرّس ماديّا ومعنويّا، وجداول الأوقات الملخبطة، عرفنا لماذا يعيش المدرّسون هذه الأيام حالة متقدمة من التوتّر والقلق !
حقّا “مسكين المدرّس في تونس”
“ما يعلم بحالتو كان الخالق،، واكاهو”
اكتشاف المزيد من تدوينات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.