صفاقس أصبحتْ مدينة لا يُستطاب فيها العيش
منجي باكير
علاش صفاقس أصبحت على هذا الحال ؟؟؟ “علاش” أصبح العيش في صفاقس يتعّب ويقلّق ؟ ولم نر أيّ تحرّك جدّي للمسؤولين وحتّى تدخّل للأطراف المعنيّة برغم صراخ المواطنين وتعدّد كتابة المقالات ؟؟؟ علاش ؟؟؟
المواطن الذي يسكن هذه المدينة (السّاحليّة على الخريطة فقط) أصبح يعيش في جوّ يوتّر الأعصاب، بل يقتلعها أصلا، أينما حلّ يجد أكوام الفضلات والزبالة تحاصره، الروائح الكريهة تترصّده وأدخنة السيارات والمعامل، الضجيج، الإكتظاظ، الضّيق والمضايقة…
مع هذا الجوّ الخانق ترتهن الحياة اليومية لأكثر متساكني صفاقس لظلم الذين يضطرّه العيش التعامل معهم قسرا،، ظلم التّاكسيست الذي يتعامل مع الحريف بفضاضة وعلى كيفو هو وبس، ظلم مستعملي الطريق وأصبح قانون الغاب هو اللي يسيّر حركة المرور وضربوا عرض الحائط بقواعد المرور وذراعك يا علاّف وهات من لغة الإسفاف والسبّ والشتائم والسلوكات المشينة، ظلم الخبّاز، الخبّاز اللي أصبح (يكعور ويعطي للأعور) ويخرّج في خبز حتى الحيوانات تعزف عن أكله ويخدم وقت اللي يحب ويبطّل وقت اللي يحبّ ولا رقيب عليه،،، ظلم الجزّار وبائع السّمك والعطّار والطريفة اللي ترضخ لهواهم فقط، ظلم قطاع -الخدمات العامّة- مثل الكارْ اللي عمرها ما تجي في وقتها، ظلم ديوان التطهير اللي -يسوني وما يجاوبشْ- وإذا جاء لا يفعل شيئا،،، ظلم السبيطار والمواعيد الخيالية والخدمات المتردّية والآلات المعطّبة والدواء الغير موجود ولغة تحبّش تعدّي بالفلوس،،،
ظلم (البانديّة) الذين صاروا يتحكّمون في قوت المواطن اليومي في الخضرة والغلّة وسوق الحوت وهم يشكّلون قنابل موقوتة قابلة للإنفجار في وجه كلّ مواطن يحتجّ على الغشّ ورداءة البضاعة او على السرقة في الميزان، طبعا في ظل انعدام (الحضور الفاعل) للأمن أو الرّقابة أو المراقبة الإقتصاديّة والصحّيّة إلاّ من بعض الحلات الإستعراضيّة الوقتيّة والمعلومة مسبّقا والغريب أن هذا القطاع لا يقوم عليه إلاّ هذا الصّنف من النّاس،،، وها البانديّة تلقاهم مزرّعين في كل محطّة (على فكرة قريب تولّي 90 في الـ 100 من صفاقس محطّات بمقابل) تلقاهم متجهّمي الوجوه، عديمي المنطق كافرين بالحوار وطيّب الكلام وعندهم قانون كالسيف مسلّط على الرقاب -طبعا بلا وجه حق- يثيرون الخوف والهلع… يقول القايل خرجنا من مشروع المناطق الزرقاء طحنا في ما هو أتعس..!
أهل صفاقس تعبوا وفدّوا وضجروا، تعبوا ممّا يعايشون قسرا، فدّوا من اللغة الخشبيّة التي يزركشها المسؤولون من وراء مكاتب خمس نجوم في سفسطائيّة ووعود لا تنجز وضجروا من وضع صار مزمنا لا أمل ولا انفراج فيه…
أهل صفاقس لا يريدون امتيازا ولا تميّزا، أهل صفاقس لا يريدون إلاّ حقّهم في الحياة الكريمة وأن يروا القانون يقتصّ لهم من المافيات التي اجتاحت حياتهم وتحكّمت في مفاصل ضروريات عيشهم وأن يشعروا فعلا بحقّ المواطَنة -حقّا لا مزيّة- يريدون أن يشعروا أنهم في وطن لهم فيه مثل الذي عليهم…