المقدسيّون والعرب: بين المعركة الحقيقيّة والمعارك الخاطئة
صالح التيزاوي
دويلات الخليج غارقة في معاركها الصّبيانيّة، يكيد بعضها لبعض عند ألأمريكان، ويتسابقون للنّوم في أحضانهم ثًمّ يشترط بعضهم على بعض في وقاحة منقطعة النّظير “احترام السّيادة الوطنيّة” كشرط للحوار من أجل تجاوز حالة العداء.
سوريا غارقة في طوفان من الدّم: كلّ الأسلحة التي كدّسها آل الأسد يستخدمها بشّار اليوم ضدّ شعبه حماية لرأسه وطائفته العلوية ويفتح حدود الوطن لأكثر الجيوش وحشيّة ولأكثر
المليشيات دمويّة. “الزّعيم القومي” عجز عن توحيد الشعب السّوري حول مشروع ديمقراطي حداثي فكيف سيوحّد العرب ويمضي بهم إلى “معارك التّحرير” التي لن تحدث إلّا عندما
يتحرّر الإنسان العربي من دكتاتوريّة بشّار وأمثاله.
اليمن السّعيد لم يعد سعيدا، قاده المخلوع علي عبد الله صالح إلى التّخلّف والفقر طيلة حكمه ثمّ أسلمه إل حرب أهليّة تقذف الشّعب اليمني بالموت من كلّ جانب: الموت بالكوليرا
أو برصاص عصابات الإجرام على مرأى أو مسمع من عالم يقول بأنّه يقدّس حقوق الإنسان ويعلن نفاقا وزورا علويتها.
“أمّ الدّنيا” على عهد وزير دفاعها المنقلب على الشرعيّة أغرقها في فيض من النّجاسة: أحكام إعدام ومؤبّدات بالجملة وبصفة متواترة يصدرها قاض لم يعدل لسانه مع اللغة التي ينطق بها
فكيف سيعدل مع الإنسان وقضاياه؟ “أمّ الدّنيا” أصبحت تبيع سيادتها لتأمين حفنات من الرّزّ وتأتمر باوامر صبيّ من آل زايد.
تونس، الدّولةالعربية الوحيدة النّاجية بثورتها من فتنة الإحتراب الدّاخلي، يحتفل نوّاب مجلسها (كلّ من منطلقه الخاصّ) بالمصادقة على قانون “تجريم العنف ضدّ المرأة” كتعويض عن خيبتهم في تحقيق أهداف الثّورة.
وحدهم المقدسيّون يخوضون معاركهم الصّحيحة في الوقت الصّحيح وينتصرون على الإحتلال بإمكانياتهم الذّاتيّة بعيدا عن مكر الأنظمة العربيّة.
أمّا الجامعة العربيّة فهي عاجزة عن تنظيم لقاء على مستوى وزراء الخارجيّة للنّظر في مجريات الأحداث بالأقصى الشّريف. فأيّ خير يرجى منها ويرجى من أنظمة حكم يستأسد بعضها على بعض باسم “السّيادة الوطنيّىة” ويفرّطون فيها سرّا وعلانيّة للأغراب.