عبد الرزاق الحاج مسعود
(فاصل سياسي اضطراري في سياق البحث الدائم عن بقايا عقل لدى من بقي من العرب).
على هامش خطاب النصر الإلهي التاريخي الذي حرّر بمقتضاه “حزب الدمّ والدجل” آخر شبر محتلّ من أرض العرب، والذي غير معادلة القوة نهائيا لصالح “الأمة”، في انتظار الإشارة الربانية القريبة جدا المؤذنة بإزالة “إسرائيل” (كما يبشرنا يوميا مريدوه المتصلون بالله مباشرة ممن يخوضون في الاستراتيجي ويمتحون من المدد الإلهي المتجاوز للعقلانية المستهلكة…).
حين تحدّث الكوميدي حسن نصرلّه (أحب أن أكتب اسمه هكذا قطعا لنسبه الإلهي المثير للسخرية والقرف).. عن حلول أرواح “آل البيت” المقدّسة في أجسام جنوده، ظننت لوهلة أنه يتحدّث رمزا ومجازا، ثم تبيّن لي بعد إصراره وتكراره أنه يقصد فعلا أن أرواح أولئك تحلّ فعلا في أجساد جنوده المنهكين والباحثين عن مبرر ماورائي يطمئنهم وهم يسفكون دماء إخوانهم وجيرانهم من السوريين المطالبين بالحرية.
المبررات السياسية للجريمة ضد الشعب السوري بدعوى انه كله داعشي لم تعد تقنع جنود حزب الدجل المعبئين طائفيا، فكان على قائدهم أن يشحن بطاريات الوهم من جديد، وكان عليه أن يصطنع انحباس غصة بكاء بطريقة مسرحية ركيكة ليكتمل مشهد العبث واللامعنى.
لا أبحث عن إقناع أحد بأن يكون مع أو ضدّ أي شيء، فقط يحزنني أن نبلغ هذا القاع السحيق من الدجل بعد أن ظننا أن المستقبل فتح لنا بعض أبوابه الصغيرة.
اكتشاف المزيد من تدوينات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.