هل النقابات الأمنية شركة أمن وحراسة خاصّة ؟
عبد اللّطيف درباله
المتحدث باسم نقابة الأمن الداخلي بقابس قال أنّ الأمن قد لا يؤمّن حفلا غنائيا لفرقة البحث الموسيقي بمهرجان قابس بتعلّة أنّه في فضاء مفتوح.. مذكّرا بخلاف سابق بين الأمن وبين مطربة فرقة الغناء المتلزمة عبير شمّام ووالدها نبراس شمّام.. ملمّحا بذلك ضمنا لخلفيّة أخرى لإمكانيّة رفض حراسة الحفل لأسباب شخصيّة أخرى بالنظر للخلاف المذكور ومحاولة تبرير ذلك بأنّ الحفل في فضاء مفتوح..!!
ويذكّرنا هذا طبعا بقرار النقابات الأمنية عدم تأمين حراسة حفلات مغني الراب مؤخّرا بتبرير مهاجمته لهم في أغنيته ممّا اضطرّ المهرجانات لإلغاء برمجة حفلاته..!!
لكنّ عجائب النقابات الأمنيّة لم تقف عند هذا الحدّ.. فقد أكّد المتحدّث باسم نقابة الأمن الداخلي بقابس أنّ مدير مهرجان قابس الدولي لم يعط مستحقات الأمنيين الذين أمّنوا الدورة الفارطة من المهرجان إلى اليوم، مستدركا بقوله حسب نصّ الخبر: “ورغم ذلك قمنا بتأمين العروض التي تمّت في فضاءات مغلقة وفي المسرح حرصا منّا على المصلحة العامّة.. في حين كان من المفروض أن لا نؤمّنها”..!!
فهل أنّ المهرجانات تتعامل مع وزارة الداخلية في ما يخصّ تأمين الحفلات العامة.. وتتابع مع الوزارة رأسا في ما يخصّ المحاسبة والأموال. . أم صار من حقّ النقابات الأمنية الحلول محلّ الوزارة في التخاطب مع أجهزة الدولة عند الدفع والقبض؟؟؟!!!
وأخيرا.. هل أنّ النقابات الأمنية تعمل كما يفرضه عليها قانونها على حماية حقوق منتسبيها في مواجهة الإدارة والوزارة.. أم أنّ النقابات الأمنية حلّت أصلا محلّ الوزارة والوزير أنفسهم.. وصارت تنتصب للعمل للحساب الخاص وكأنّها شركة أمن وحراسة خاصّة.. فتختار “حرفائها” بنفسها على مزاجها.. وتقبل وترفض من تشاء للعمل لفائدتهم.. بل وتقبض المال من “الحرفاء”.. وتحاسب من لا يدفع.. وتمتنع عن آداء وظائفها اتّجاهه..؟؟؟!!!