عبد اللّطيف درباله
بصراحة.. يجب أن نعترف بأنّ كمال اللطيّف وجماعته مبدعين في الحبكات الإعلاميّة والأفلام السياسيّة..!!
فعلا.. مبدعين ومبتكرين ومجدّدين..!
وقد أثبتوا دائما.. ومنذ 2011.. أنّهم قادرون على اختراع قصص وحكايات وسيناريوهات من لا شيء..!!
بعد أن تعالت الأصوات لأوّل مرّة بوضوح تام ليس فقط في بعض وسائل الإعلام والانترنت ومن السياسيّين كالعادة.. وإنّما في أعلى مستوى وبين نواب مجلس النواب داخل قبة البرلمان في مواجهة رئيس الحكومة ووزرائه.. علنا على المباشر أمام التلفزات.. منادية بضرورة أن تشمل حرب الشاهد المزعومة على الفساد كمال اللطيّف واللوبيّات التي تدور في فلكه.. تماما كما شملت شفيق الجراية..
فجأة طلعت علينا اليوم وزارة الداخلية (التي يستقطب اللطيّف كما هو معلوم جناحا كاملا فيها).. ووفقا لجريدة أسبوعية.. بخبر مفاده أنّه وقع اكتشاف “مؤامرة” أو مخطّطا لاختطاف كمال اللطيف أو الاعتداء عليه..!!!
وحتّى تكون الحكاية محبوكة وتؤدّي الغرض منها..
فإنّ الخبر يقول بأنّ المؤامرة المزعومة تشمل رئيس الحكومة نفسه يوسف الشاهد قائد الحرب المزعومة على الفساد..
وكاتب الدولة مبروك كرشيد العضد الأيمن في تلك الحملة.. والذي يشرف على عمليات مصادرة أملاك الأشخاص الذين تشملهم الحملة..
وآمر الحرس الوطني الذي تتولّى إحدى فرقه الخاصّة الإدارة الأمنيّة والتنفيذ لحملة الشاهد.. وتتبّع وإيقاف المتّهمين بالفساد.. وبحثهم والتحقيق معهم..
كما ورد في قائمة المستهدفين بالمؤامرة المزعومة الصحفي لطفي العماري المعروف بارتباطه باللطيّف.. والذي يسوّق بحماس لحرب الشاهد المزعومة المقدّسة على الفساد…
هكذا.. وبمثل خبر المخاطر الأمنيّة واكتشاف مؤامرة ومخطّط وتهديدات تشمل هذه المجموعة..
في هذا التوقيت بالذات..
وفي هذه الظروف بالذات..
يظهر كما لو أنّ الطرف الواقف وراء التهديد بالاعتداء أو الخطف هو متضرّر أو مجموعة من المتضرّرين من الحرب على الفساد.. أو بعض المورّطين في الفساد.. من الذي يخشون جميعا أن يلاقوا نفس مصير الموقوفين الذين صودرت أملاكهم..!!
وبالتالي يظهر الأمر كما لو أنّ كمال اللطيّف الذي يشمله التهديد هو أيضا بحسب الخبر.. ليس فاسدا كما يُروَّجُ له.. بل هو نفسه ضحيّة للفاسدين الذين يحاربونه.. تماما كما يحاربون أيضا معه رئيس الحكومة وكاتب الدولة وآمر الحرس الذين لا يربط بينهم جميعا حاليّا إلاّ الانخراط في الحرب المزعومة على الفساد..!!
وهو ما يعني في النهاية..
وفي خلاصة هذه البروباغندا السخيفة..
أنّها تهدف للتسويق بأنّ كمال اللطيف ليس فاسدا كما يقول الذين يدعون رئيس الحكومة للقبض عليه ومحاسبته.. بل على العكس من ذلك فإنّ كمال ينتمي لفريق محاربة الفساد.. الفريق الوطني الذي “اختار تونس” و”الواقف لتونس” بحسب مفردات الشاهد.. ولا ينتمي لفريق “الأشرار” كما يدّعي المغرضون وأعداء النزاهة والشفافية غير الوطنيّين الذين لا يقدّرون الدور الوطني الجليل للرجل الوطني “سي كمال”…
بل أنّ خبر التهديد الأمني لشخص كمال اللطيّف طغى على.. وكان أبرز.. في التغطية الإعلاميّة.. حتّى من التهديد الأمني الذي يطول في نفس الوقت رئيس حكومة وكاتب دولة وآمر الحرس.. باعتبار أنّ أغلب وسائل الإعلام تنتمي إلى لوبي اللطيّف نفسه.. وهو لديهم أهمّ من رئيس وأعضاء الحكومة أنفسهم..!!!
فبحيث.. كما يقول المصريّون في أفلامهم: “شُغْلْ على ميّة بيضا”.
اكتشاف المزيد من تدوينات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.