الشيخ فريد الباجي والهروب إلى أمام
نظرا لسيل الأكاذيب الهادر الذي نزل على صفحة الشيخ فريد الباجي، (وأعجب لشيخ سِماهُ على وجهه من أثر السجود وتحت ذقنه لحية آخرها صرّتُهُ كيف يقوم بهذه التجزئة الغريبة في كلام صرّح به ولم يكن سكرانا والعياذ بالله أو ما شابه)، نظرا لهذه الترهات والأراجيف التي قرأتها على صفحته، ولا أعرف من كان يقصد عندما قال إنه وقع تحريف كلامه أنا أم الصحافة التونسية، نظرا لهذا أجدني مرغما على الردّ عليه بالتالي:
لدى سؤالي له “من هو الكافر في اعتبار الشيخ فريد الباجي”، قال لي حرفيا “من لا يدين بدين الإسلام”، إستطردت سائلا “يعني يهود جربة مثلا كفّار؟” قال بالضبط “وأنا كافر باليهودية، وهم يعتبروننا كفارا عندهم ويشرفني أن أكون كافرا عند اليهود”، قلت له “لكن يا شيخ هم لا يقولونها لنا” قال لي “هم يقولونها في كتبهم” ثمّ استدلّ بالآية القرآنية “وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ”، كما أنشأ يقول: “طبعا لا يعني ذلك استباحة دمائهم واستدل بآية أخرى معناها أنّ الإسلام لا يأمر بهدر دم من لا يقاتل المسلمين أو يحاربهم. “لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ”.
كما أنّ كلامه حول محرقة رابعة وما حصل للمعتصمين من إبادة جماعية على يد العسكر الذي قال عنه إنّه لم يعد ينتقده بعد أن اجتمع بقيادات من جامع الأزهر الشريف وأوضحوا له أنه كان لا بدّ أن يحصل الذي حصل صحيح، وتفنيده لهُ كاذب، ولديّ عليه دليل تسجيلي أستطيع مدّه لمن يُحبّ من الزملاء الصحافيين..
أتفهّم موقف الشيخ وانتهاجه لسياسة الهروب إلى أمام خاصّة بعد هذا الكمّ الهائل من القصف الذي تعرّض له من المواطنين الإسرائيليين المقيمين بالداخل التونسي بمعية جمعيات حماية الأقليات (التي لا تحمي الأقلية المسلمة في تونس)، أتفهّم موقفه لكن أن نُتّهم نحن بالتحريف أو أن يُشكّك في صدق صحيفتنا أو نواياها فهذا لا وألفُ لا، ولدينا رسائل بريدية من قياديين آخرين من نداء تونس حاورناهم (خالد شوكات/ برهان بسيّس/ رضا بلحاج إلخ) شهدوا لنا بالحرفيّة والصدق والأمانة واحترام الروح العامّة للعمل الصحفي، فلن نأتي على الشيخ فريد لنحرّف كلامه أو نراوغ بمعناه، والحوار سُجّل منذ شهر ونيف نعم لكنه نُشر الآن بالعودة إلى إجراءات ترتيبية تنتهجها إدارة الصحيفة (الأمريكية وليست القطرية) إذ أنّ الأعمال المرسلة من أكثر من ستين مراسل من العالم تُنشَرُ بالترتيب، ولما جاء دور حواري مع الشيخ فريد نُشر، ولو نُشر قبل سنتين أو بعد سبعين سنة لأثار نفس الضجّة ولا دخل للإطار الزماني في مثل هذا التصريح الثقيل الذي حمله.
شكرا للشيخ الباجي الذي استقبلني بحفاوة وضحك معي والتقط معي صور الـselfie وكان واسع العطن في تفسير بعض اللَّبس الذي لديّ في الأمور الفقهية التافهة (نظرا لأنني من بساط الحال دينيّا)، لكن أظنّ أنّهُ سيظلّ أمام رشّاشات اليهود من الداخل والخارج التونسي كالآمل الآيس: يرجو ويتّقي.
من بؤسها، جريدة الشروق تورد اختصارا لحوارنا مع الشيخ فريد الباجي على موقعها الالكتروني وتقدمه على أنه صدر على موقع “الوطن” القطري.
جريدة الشروق لم يعجبها التقرير الذي كتبناه حول خصومتها مع السفارة القطرية في تونس فردّت بأن النسخة الإلكترونية من صحيفة “وطن” قطرية، وهي تعلم جيّدا أنّ مكتبها الرئيسي موجود في كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأمريكية وأنّ ترخيصها أمريكي وأن لها نسخة ورقية تصدر هناك، لكنها آثرت بأن تقدمنا على أننا قطريّين لأن نهج صحيفتنا وخطها التحريري كان رافضا لتكالب دول الحصار على قطر وتنمّرها عليها.
يعني خلاصة القضية توجز في عبارة، إذا كنت ضد سياسات السعودية ومن لفّ لفيفها من مناكيد ترامپ فأنت حتما قطري وبالتالي خوانجي داعشي وإرهابي، أمّا إذا كنت تساند نظام بشار الأسد دهقان البراميل المتفجرة وغاز السيرين والكيماوي فأنت حتما لست شبّيحا ولا قومجيّا ولا داعشيا مقلوبا..
أي نعم دواعش مقلوبين، أقولها ولا أمضي بل أظلّ جاثما على قلوب قتلة أطفال خان شيخون والغوطة الشرقية.
#صحافةالإماراتتاع_وذني
حوارنا مع الشيخ فريد الباجي على صحيفة وطن الدولية
كلامي في السبسي كان في لحظة غضب وأنا مع سجن كلّ أعضاء حزب التحرير