تدوينات تونسية

لا تستخفوا بما يجري في القدس.. والنصر يرونه مستحيلا أو بعيدا وأنا أراه قريبا

محمد بن رجب
اذا كنتم تعتقدون ان اهل القدس خاسرون.. وان اسرائيل منتصرة عليهم.. ادعوكم الى تعديل ساعاتكم على ثورة القدس.. وغضب اهالي القدس.. واعتصامات المصلين في الاقصى…
اسرائيل كلها تعيش التعب والانهيار العصبي.. على مدار الساعة لا يرتاح لها بال.. ولا تطمئن لحظة.. فهي تضرب وتقتل.. وتعود لتضرب.. وتقتل.. لكن السؤال الذي يحمله حتى عناصر من الجيش من كبار الضباط هو الى متى والسؤال الذي يرافق شبابها ونساءها واطفالها كما ضباطها الى متى؟؟!
قال ضابط كبير يقود العمليات في الاقصى ضد المصلين واهل المدينة بصفة عامة:
انا ساصاب بالجنون.. اذا تواصل الصراع بيننا… نحن في مواجهة مستمرة على مدار الساعة انهم يصلون خمس مرات في اليوم وعلينا ان نمنعهم من الوصول الى المسجد كامل اليوم.. كامل اليوم وخمس مرات في المواجهة…
وانا اضيف الى كلامه ما لم يقله الى اذاعة الجيش العبري:
وهل هذه حياة…؟
نعم وهل هذه حياتكم.. هل انتم تتلذذون هذه الحياة الغارقة في الدم والظلم والتدمير…؟!
والضابط الصهيوني القاتل يفكر بما يلي:
في القدس وفي غزة.. وفي حيفا.. وفي كل مكان.. كل يوم مواجهة… كل يوم دم… كل يوم ضارب ومضروب.. اليوم نحن منتصرون وفي متاعب كبيرة وغدا من يدري..؟:!!
الا يوجد حل ؟:!!
نعم هكذا يفكرون.
لانهم مرتعبون ولا ينامون… ليست لهم لحظة راحة الا مع الموت والقتل والتدمير… وهو غير مطمئن وهو ينام.. وغير مطمئن وهو يسير في الطريق.. وهو غيرمطمئن وهو يركب الطائرة… وهو غير مطمئن وهو وزير وسفير في داخل الارض المحتلة وفي البلاد الاجنبية…
انه يعلن انه خائف من اصابته بالجنون.
ولكن غدا سيصاب فعلا بالجنون..
وسيرفض يوما ما المواجهة.. والحرب والدم… وسيركن الى التفاوض.. والبحث في حل حقيقي.
وهذا الكلام اوجهه الى التونسيين الذين ينتقدون الثورة الفلسطينية.. والمناصرون العرب لها وهم على دراية من امرهم.. وتعلقهم بالتطبيع.. وتدبير الراس مع الصهاينة… انهم يعتقدون ان المظاهرات والاعتصامات.. والغضب لا ينفع في اسرائيل ولا يخيفها.. وهم يعتقدون ان اسرائيل قادرة على تدمير العرب وتدمير كل شيئ.. والعرب لا شيئ.. لن يفعلوا شيئا.
هذه النظرة ليست احباطية فقط بل هي تامرية مخطط لها لا بد عند البعض من التونسيين من الترويج لها لانهاء التحرك ضد اسرائيل… فالتحرك يحرم الخونة في اي مكان النوم والراحة.. والمصلحة.. وهي مصلحة دنيئة مادامت مقايضة بالارض السليبة…
نعم ان اسرائيل تخاف من التحركات… والتحركات تربكها وتحرمها من النوم وتحرمها من الامن والاطمئنان… نعم
ان هذه التحركات الغاضبة تربك اسرائيل وتتعب الجيش.. وتحرم الصهاينة ومساندوها من النوم… لا في اسرائيل فقط بل في كل انحاء العالم… انهم لا ينامون لان القضية حقيقية… ولا يستطيعون ان يهنؤوا بساعة راحة وتقدم حقيقي.. انهم خائفون دوما على ابنائهم وعلى احبابهم.. وعلى مصالحهم وعلى مستقبلهم.
وكل ذلك بسبب التحركات والمظاهرات والاعتصامات.. وايضا بسبب الكتابات الثورية والكتابات الغاضبة…
كل ذلك قادر على تحطيم اعصابهم.. واجبارهم مع الايام على الجلوس الى التفاوض من جديد من اجل الحق الفلسطيني والسيادة الفلسطينية.. من اجل فرض كلمة الحق والعدل. طال الزمن او قصر.
الم ينتفض اطفال فلسطين من قبل وجنت اسرائيل وجن العالم باسره.. واحتارت الانظمة العربية التي ترفض اي تحرك لان تحرير فلسطين يعني القضاء عليها لانها انظمة مستبدة وخائنة وفاسدة وقد اجبرت انتفاظة الاطفال اسرائيل على التفاوض سرا وعلنا.. وتقدمت القضية نحو الحل.. لولا خيانات عربية بقيادة مصر والسعودية.. مع الاذيال…
الانتصار قادم.. وانا اراه قريبا.
ولذا واصلوا ايها الغاضبون غضبكم… واصلوا ثورتكم ولو على الفايسبوك.. ولو في قصة وقصيد.. ولا تستمعوا الى كلام الاحباطيين.. الفاسدين المستبدين…
بعضهم يتلقون الاوامر من اسرائيل نفسها.
لا تستمعوا اليهم وناضلوا بكل الطرق التي ترون انفسكم قادرين عليها…
ولا تستخفوا بالغضب والتحركات والمواجهات في المظاهرات.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock