سيدي بوزيد مهد الثورة… والرموز السياسية الجديدة !؟
إسماعيل بوسروال
انا ابن سيدي بوزيد
في البداية، وحتى لا تختلط السبل على القارىء بدوافع جهوية فأنا ابن تلك الربوع حيث عشت فيها عقودا وترتبطني بها صلات وثيقة.
1. دور سيدي بوزيد في معركة التحرير
شهدت سيدي بوزيد وجبالها خاصة معارك بطولية خاضها المجاهدون من أجل تحرير أرض الوطن، جبال قبرار والقصيرة وقولاب وسيدي خليف فصولا تحكي شهامة الأبطال وتخلد ذكراهم… وكان استشهاد الطاهر وعلي حفوز واغتيالهما الجبان من عصابة اليد الحمراء صفحة ناصعة من حب الوطن والتضحية في سبيله.
2. رجال عظام من السياسيين الذين سجلتهم الذكراة بنزاهتهم وعرفتهم سيدي بوزيد من أمثال المرحومين عمارة سلوغة والمنصف حفوز وآخرين من الحركة الوطنية والدستورية… ومن نقابيين شرفوا الجهة مثل الزعيم التاريخي التهامي الهاني متعه الله بموفور الصحة وبو علي المباركي القيادي الحالي ذي الشخصية الكارزمائية والمواقف الرصينة التي برزت في مرافقته العباسي في مارطون الحوار الوطني الذي أدى إلى جائزة نوبل للسلام.
لا ننسى الدور المحوري الذي قام به ناشطون تولوا مواكبة التحول الديمقراطي المراكب أيام الاستبداد وأكتفي بذكر المناضل ياسين البلهادي الذي كان علامة مضيئة في وجه التعتيم الإعلامي… ومن لا يعتز بمن كانوا رموز الحراك الثوري أمثال المحامي عواينية والنقابي الصالحي وجنود الخفاء الذين نشروا ووثقوا أحداث الثورة بدءا بحادثة احتراق البوعزيزي ذات 17 ديسمبر 2010.
وحاليا ثمة رموز سياسية وعلمية وثقافية ومجتمعية لامعة مثل د.حياة عمري ود.نوفل الجمالي ود. الأمين بوعزيزي والناشط الأسعد بوعزيزي وآخرين كثيرين.
3. سيدي بوزيد مهد ثورة الحرية والكرامة تستحق حضورا أفضل
انطلقت ثورة الحرية والكرامة من سيدي بوزيد وصنع فيها المواطن التونسي شكلا جديدا من الاحتجاج السلمي الذي أدى إلى إسقاط نظام التحول بعربة بائع متجول… فرصة تاريخية لتكون الجهة مرجعا في السياسة والفكر والثقافة والاجتماع ولكن… !
4. سياسيون من سيدي بوزيد ولكن بلا كاريزما
نظر العالم بإعجاب الى سيدي بوزيد وانتظر منها قادة يصنعون الربيع… ولكن كشفت الأيام “ضعفهم” وهذه بعض الأمثلة:
– الهاشمي الحامدي الذي ظهر في آخر تقليعاته بتدوينة على فيسبوك عن استعداده لمساعدة سمير الوافي المتحيل… ثم صب غضبا جما على من عارضه ونقده ولامه… موقف سياسي بلا مرجعية.
– التهامي العبدولي الذي اشتغل في حكومة الترويكا ثم بمجرد خروجه شتم حزبه وائتلافه وحكومته ووزائها… (قارنوا بينه وبين محمد عبو)… ثم أعلن عن تكوين حزب فيه 40 الف منخرط من سيدي بوزيد ونصف صفاقس ونصف سوسة .
– احمد الخصخوصي الذي انطلق بعد الثورة كأمين عام لحركة الديمقراطيين الاشتراكيين وانتهى مفتيا يروج للزطلة ومادحا الحشيش ومعجبا بالحشاشين.
– مباركة البراهمي فتح أمامها المجال أثر اغتيال زوجها وكان من الممكن أن تكون مثل غيرها من نساء العالم في الشرق الأقصى اللائي صنعت مجدهن بعد اغتيال عائلي أصاب الزوج أو الأب إلا أنها ابانت عن خطاب متخلف من نوع (بولوا عليهم) و (مهمتها فشان العجالي).
واني إذ أكتفي بمثل هذه الأمثلة -بعد الثورة- فلان الفرصة كانت مناسبة لظهور قيادات ذات مستوى راق اتصالا وخطابا ومواقف… ولكن… !
5. الانتخابات البلدية فرصة أخرى
تمثل الانتخابات البلدية وترسيخ الحكم المحلي فرصة مواتية لإفراز قيادات جهوية ومحلية ذات شخصية متوازنة وتتمتع بالنزاهة المطلوبة ليكون اشعاعها لاحقا وطنيا ودوليا يشرف سيدي بوزيد مهد ثورة الحرية والكرامة.