كمال الشارني
عمليا، أتساءل عما إذا كان من حق الواحد منا، نحن “رعايا الممالك العربية التي تنتحل صفة دول”، أن نتساءل عما حدث حقا في ميدان رابعة العدوية: هل كانوا 300 فقط أم خمسة آلاف قتيل ؟ خوفا وتوجسا من أن يتهمنا أحد أننا “إخوان” أو ربما دواعش متخفين، على أساس أن قتل 300 روح مواطن، أفضل من خمسة آلاف مثلا، على أساس أن العسكر لا يهتم بعدد ضحاياه، بل بهدفه العسكري، التساؤل أصله الخوف من الذين يخافون من الحرية والحياة المدنية، يحملون ممطريات حين تمطر السماء حرية.
السر ليس في فارق عدد الأرواح، لأن كل روح تقتل ظلما تساوي كل البشرية، السر في عودة حكم العسكر، الحذاء العسكري وثقافته، الدول المحترمة تحلم بعودة العسكر إلى ثكناته، ونحن مازلنا نفتخر بإطلاقه النار على المواطنين.
هذا الرأي يتضمن احتراما منهجيا للجيش التونسي، وتوجسا ممن عمل المستحيلات السبع لاستدراجه إلى تلويث يديه بدماء الشعب في مناسبات عديدة لأهداف ليست تونسية حتما.
اكتشاف المزيد من تدوينات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.