عندما يصبح العمل بقناة الجزيرة معصية للّه ولولي الأمر
قال الإعلامي السعودي علي الظفيري، بأن استقالته من قناة الجزيرة جاءت طاعة للّه ولولي الأمر، بما يعني أن بقاءه في القناة، يعد معصية للّه ولولي الأمر، بعد أن اتخذ “ولي الأمر” قراره بمحاصرة شاملة لأشقاء الدين وتقطيع روابط الرحم والجوار في شهر الصيام والقرآن إذعانا لشطحات “ترامب”.
السيد علي الظفيري الإعلامي الهادئ والرصين يعلم علم اليقين كما هو مقرّر في النصوص القطعيّة للإسلام أنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. كما يعلم أنّ وليّ الأمر حتي يطاع يجب أن يكون أكثر الناس طاعة لله. تقول أخبار التاريخ الصحيحة أن الخليفة العادل عمر بن الخطاب كان يقول لأصحاب رسول الله “أعينوني ما أطعت الله ورسوله وإن رأيتم فيّ اعوجاجا فقوّموني”.
فهل أطاع “ولي الأمر” ربه ودينه ورسوله عندما تآمر مع الأمريكان على تدمير عاصمة الخلافة “بغداد” واستباحها للغزاة يسفكون دماء مازالت تسيل إلى اليوم والمأخوذ بها يوم القيامة من ساعد بالنفط وبالقواعد العسكرية وبالصمت المريب على ذبح المسلمين؟ فهل كان لعمر بن الخطاب أن يتآمر مع الفرس أو الروم أو يهود خيبر أو يهود بني النضير أو بني قينقاع على الأنصار أو على المهاجرين أو حتى على رقبة واحدة من المسلمين؟ لقد بلغ آل سعود وآل زايد حالة من المكر والغدر بالمسلمين ما لا نجد له مثيلا إلا عند الغزاة ممن تكالبوا على هذه الأمة في مراحل ضعفها من أمثال المغول والصليبيين والصهاينة. فهل أطاع وليّ الأمر في السعودية ربه ودينه ورسوله عندما أغدق على الأمريكان العطايا والهبات والمسلمون يتألمون من الجوع والفقر والمرض في أنحاء متفرقة من العالم؟
لقد تعرض المسلمون في غزة إلى حربين ظالمتين وغادرتين من الصهاينة فمات فيهما من مات من النساء والولدان ومن بقي على قيد الحياة يقتله الصهاينة تجويعا ومرضا بمنع دخول الأدوية حتى حليب الأطفال بفعل الحصار فهل تريد قوى الشر والبغي في العالم أن تفعل ذلك مع الشعب القطري بأيدي “آل سعود” و”آل زايد” ؟ كنّا ننتظر منهم شد الرحال إلى غزة لفكّ حصارها ولكنهم توچّهوا إلى قطر هكذا وسوس لهم “ترامب”، وتلك هي سياسات من يسميهم علي الظفيري “ولاة الأمر”. فهل يستحقون الطاعة أم التقويم ؟ أليس في طاعتهم على ما اجترحوا من سيئات بحق الأمة معصية للّه تعالى ؟ قد لا يحتاج الأمر إلى تقويم بحدّ السيف وإنما يحتاج إلى تصحيح العلاقة بين الحاكم والمحكوم بعيدا عن منطق الراعي والرعية الذي حوله “الكهنوت الديني” و”فقهاء السلطان” و”علماء البلاط”، من مفهوم الرعاية لمصالح الناس وحقوقهم وإقامة العدل فيهم إلى مفهوم الحكم المطلق للحاكم لا يلجمه دين ولا إنسانية ولا دستور يأخذ المظلوم بذنب الظالم لم يبق له من مواصفات الراعي إلا “العصا”. لقد أضفى الكهنوت الديني على حكامهم لقب “خدّام بيت اللّه الحرام” وسوقوا لأهليتهم بقيادة العالم الإسلامي خاصة العالم السني وهي مراتب تفرض على أصحابها الترفع عن التآمر على أمن المسلمين والكيد لهم وتضييع مصالحهم والإنسياق وراء آل زايد الذين باعوا أنفسهم لأعداء الأمة. نحتاج إلى ثقافة جديدة تعلي من قيم المواطنة وتحد من سلطات الحاكم. وليس أمام الحكام العرب إلا أن يهتدوا بالتجربة التونسية قد تكون هي المخرج للأمة من مأزقها الحضاري.