اتفاق الكامور انتصار باهر… ولكن لمن الانتصار ؟
تم البارحة توقيع اتفاق في تطاوين ينهي اعتصام الكامور ويستجيب لأهم مطالب أهالي تطاوين المرفوعة في اللوائح المقدمة للحكومة.
تجسد الاتفاق في استجابة حكومة الوحدة الوطنية كما تمثل في تحقيق مطالب الجهة في التنمية والتشغيل.
قام بتوقيع الاتفاق ممثلون عن الحكومة وعن المعتصمين وعن الاتحاد العام التونسي للشغل.
هو انتصار أسعد كل الأطراف المعنية بالقضية.
انتصرت حكومة الوحدة الوطنية انتصارا لا يتمناه المتربصون بها من أزلام القوى الأجنبية وعملائها الذين تحركهم الأطماع لا الدوافع الوطنية.
انتصرت إرادة المعتصمين ولم تذهب “نضالاتهم” سدى فقد لبت الحكومة ما نادى به اهل تطاوين.
انتصرت حكمة المراهنين على الحلول السلمية للقضايا المطروحة باعتماد الحوار أداة رئيسية.
انتصر الاتحاد العام التونسي للشغل على الصورة التي التصقت به كأداة وماكينة يسارية متوحشة تطحن الاقتصاد والإدارة نحو الإفلاس والعجز (من خلال الإضرابات المتعددة) واستعاد صورته الناصعة التي صنعها أيام (الحوار الوطني) حيث غطى ذلك الدور التاريخي على مآخذ المطلبية المجحفة كما ظهر الاتحاد في ثوب الضامن للتفاهمات.
لكن، من الخاسر ؟
خسر بعد توبيع هذا الاتفاق، بالإضافة إلى (طيف العملاء الماجورين المعروفين لدى الشعب) سياسيون تونسيون يؤمنون بالعنف الثوري الستاليني الذي يقوض أركان الدولة ليتولوا قيادتها على أسس جديدة، وهي أضغاث أحلام لان انهيار الدولة سيؤدي إلى خراب نهائي -لاقدر الله- يستحيل بعده احياء كيان فقدناه ولنا في دول الجوار الإقليمي شواهد حية بليغة.
ونقول في النهاية هنيئا للمنتصرين.
هنيئا لتطاوين بانتصارها الذي هو انتصار قوى الخير في الحكومة والاتحاد والمجتمع المدني.