حصار قطر وعلاقته بالتخطيط الإستراتيجي
إسماعيل بوسروال
ارى ان من همسوا للقيادات الخليجية بحصار قطر فكروا في الغنائم التي تحصل عليها الشركات الأمريكية والأوروبية من استمرار الحروب والأزمات في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا… وهذه النظرية السياسية /الاقتصادية /العسكرية يتبناها فريق (المحافظون الجدد) منذ بداية السبعينات (بول ولفوتز في أطروحة الدكتورا 1973) وتمثل انطلاقها في “غزو العراق” بذريعة كاذبة وهي أسلحة الدمار الشامل، غزو بربري وحشي خلاف القانون الدولي ودون موافقة الامم المتحدة.
ارى ان من نصحوا القيادات الخليجية بحصار قطر لم يفكروا في مصالح شعوب منطقة الخليج العربي الغالية على قلوب التونسيين والعرب والمسلمين… لم يفكروا في تمتين روابط الأخوة بين سكان دول مجلس التعاون الخليجي… هذه المنطقة التي تتوفر فيها كل مقومات الرفاه الاقتصادي والتقدم الاجتماعي.
اليوم يتم حصار قطر بمبادرة خليجية وبمباركة أميركية وبتشجيع إسرائيلي مما يسعد العدو ويحزن الصديق… هل تمثل قطر خطرا على دول الخليج أكثر من ايران واطماعها الفارسية بالهيمنة الطائفية ؟ هل تمثل قطر خطرا على دول الخليج أكثر من إسرائيل وأهدافها الصهيونية التوسعية الهادفة إلى إنشاء امبراطورية إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات ؟ ووضع العالم العربي والإسلامي تحت نجمة داوود ؟
ان التخطيط الإستراتيجي يقتضي ترتيب الأهداف حسب أهميتها ومن نصحوا بحصار قطر لم يأخذوا بعين الاعتبار مصالح دول مجلس التعاون الخليجي وشعوب المنطقة.