الحبيب بوعجيلة
أتذكر صورة المحامي الفاشل والسيء أو صورة من سيرجمون حين قال لهم عيسى من كان بلا خطيئة فليرجمها بحجر وأنا أقرأ مبتسما أسماء وتحاليل عدد من المدافعين على قطر “الصامدة” في مواجهة “السعودية” ممن هم وهابيون فكرا ودواعش في الممارسة. وامعانا في استنفار العقول أوضح أمرين وأحذر من أمرين :
أوضح أولا أن من أهم أسباب الخلاف القطري الخليجي لا يتعلق بتغير في قراءة “عدالة القضايا” التي تحالفت فيها قطر مع أشقائها الخليجيين بل بتغير في قراءة موازين القوة. بنفس السردية والمبررات والخلفيات كانت قطر جنبا الى جنب مع السعودية والامارات في تدمير سوريا وهدم اليمن. لكن قطر البراغماتية والوظيفية تكتشف انسداد الأفق وتريد اقتصاد المال والامكانيات والاكتفاء بما تحقق على الارض للذهاب الى الحل السياسي خصوصا وهي تعلم استحالة النجاح في ما تدعوها اليه السعودية والامارات بتوسيع رقعة النار الى ايران لتدارك الخيبة.
وأوضح ثانيا أن اسناد قطر لحماس كان باستمرار في حدود السقوف المتاحة في الشرعية الدولية لتسهيل عملية “السلام”.
أما التحذيران فأولهما أن بعض “أنصار” قطر اليوم في مواجهة السعودية يجب أن يتذكروا أنهم كانوا يهاجمون من يناصر المقاومة ويرفض تدمير سوريا وهدم اليمن بسردية سعودية بامتياز.
لم تسمع ولا يمكن ان تسمع من المتهجمين على من هو ضد الموقف القطري التركي السعودي الاماراتي في سوريا واليمن الا ما يقوله “سعودي وهابي” في ما يتعلق بالمذهب والعقيدة وما يقوله اعلام اماراتي في المس من ذمة الناس المالية وشرفهم الوطني لأن الحرب على سوريا واليمن ببساطة لم تكن ثورة ولا “راس ..الديمقراطية”. بل مؤامرة عربان الصهاينة بكل بساطة لا سردية في مقابل من يعارضها الا سردية الوهابية والخلفانية. بعض أنصار قطر اليوم أوجعوا خصومهم منذ سنوات بسباب ولعن مصنوع سعوديا أو قطريا او اماراتيا لا فرق.
أما التحذير الثاني فهو ان التاريخ أصبح يكشف سريعا لنا نحن التونسيين كتابا واصحاب رأي أن ضريبة التعبير زمن الديكتاتورية كانت ألطف من ضريبتها اليوم في مواجهة “كثير” من انصار قطر. حيث ان ضريبتها اليوم يفرضها اليوم بقسوة قذافو الحجر باسم الرب والمذهب والوطنية والثورة انك تواجه اليوم وانت تفكر بحرية في المسالة السورية او اليمنية دواعش متنكرين لا يهمهم أن يطعنوا في ايمانك أو كرامتك الوطنية كما يفعل تكفيري أسود معتدل في قطر أو اورتودوكسي في السعودية لا فرق. كما فرضها آخرون باسم حداثة وتقدمية ذات يوم.
أناصر قطر لأنها كلما تورطت في مواجهة خلجان الصهيونية أثبتت صحة ما قلناه وقساوة ما مارسه علينا كثير من أنصارها من “تكفير” و”تخوين” وهو ما يسهل ممارسته عليهم لو أردنا حاشى كثير من الصادقين منهم.
اكتشاف المزيد من تدوينات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.