تدوينات عربية

احتراق الطبخة

محمد البقالي

الطبخة التي طبختها السعودية والإمارات في طريقها للاحتراق. ورائحة احتراقها تشتم من بعيد. يبدو أن القوم استعجلوا قطف ثمار مئات المليارات التي منحت لدونالد ترامب لكن لم يحسنوا قراءة موازين القوى جيدا. وهذه بعض معالم احتراق الطبخة:

  • دخول تركيا بثقلها في الملف من خلال تشريع سريع في البرلمان ينص على نشر عناصر من جيشها في قاعدتها في قطر.
  • دخول إيران على الخط وعرضها للمساعدة التجارية بما يعني إبطال مفعول الحصار اقتصاديا أو تقليص آثاره للحد الأدنى. وهو يعني سياسيا قطر ليست معزولة كما أريد لها وان حلفا ثلاثيا قطريا تركيا إيرانيا يتشكل أو تشكل لمواجهة الحصار.
  • مواقف الدول الكبرى سارت عكس ما تشتهي سفن الحصار. إذا كان من السهل على السعودية والإمارات “شراء” مواقف دول صغرى مثل جزر موريشيوس أو جزر القمر على سبيل المثال، فالأمر ليس كذلك بالنسبة للدول الغربية المؤثرة في صناعة القرار الدولي، ولذلك لاحظنا أنه رغم حملة العلاقات العامة التي أنفقت فيها الإمارات ملايير لتشويه صورة قطر، فالموقف الألماني والإسباني جاء رافضا للحصار ومتضامنا مع قطر، والموقف الفرنسي جاء داعما لتسوية اقترح فيها الرئيس ماكرون الوساطة، ومواقف باقي الدول الكبرى جاءت داعية إلى الحوار والى تجنيب المنطقة مغامرات غير محسوبة. ومعنى هذا أن حملة الشيطنة فشلت التي أنفقت الملايين من أجلها قد فشلت.Remove term: السعودية والإمارات، قطر، محمد البقالي السع
  • مواقف الدول العربية لم تكن كلها متماهية مع الموقف الإماراتي السعودي، بل أن بعض الدول ورغم قربها من السعودية أشهرت ورقة الحياد كما هو الحال بالنسبة للمغرب، أما دول أخرى فقد دعت إلى الحوار والتهدئة. (الجزائر وتونس مثلا).
  • الرهان على دعم ترامب بدا في غير محله لان الرجل لا يعبر تماما عن الإدارة الأمريكية، وقد بدأ هذا الخلاف واضحا في هذه الأزمة، إذ أن تغريداته المباركة ضمنا للإجراءات السعودية الإماراتية تناقضت بشكل جلي مع موقف إدارته خاصة مع البنتاغون الذي أكد على امتنانه لقطر في ما يخص محاربة الإرهاب. وهو ما أدى في نهاية المطاف إلى تراجع ترامب ضمنيا عن فحوى تغريداته الداعمة للحلف السعودي والإماراتي وعرضه الوساطة.
  • الأهم من ذلك أن الرهان على ترامب في هذه المرحلة بالذات يشبه القمار: الرجل يواجه متاعب سياسية وقضائية، بشأن اتهامه بمحاولة عرقلة العدالة، قد تنتهي بعزله أو على اقل تقدير بإضعافه وإنهاكه. وهو ما سيجعل الرهان عليه نوعا من القمار المحرم، خاصة إذا كان قد كلف مئات الملايين من الدولارات.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock