الأمين البوعزيزي
يكشف السيستام عن توحشه إستبدادا واغتيالا واستغلالا واضطهادا وتضليلا واستتباعا. والمهمة: إطفاء شمعة الأمل…
لأن ما جري في تونس منذ سبع سنوات زلزال هز عرش العصابات المنوط بعهدتها تأبيد أوضاع الإذلال الوطني والاستباحة الاجتماعية…
لأن تونس دشنت زمن المواطن العربي بعد قرون من وضع الرعايا وعقود من وضع الزبائن… هذا في منطق فلسفة التاريخ يسمى ثورة بنهايات مفتوحة يمسك فيها الثائرون باللحظة ولا يسيطرون على نتائجها…
لكل ذلك تحالفت الكائنات البعيرية في ممالك القطران والبهتان وقوى الهيمنة الإمبريالية وشراذم العلمانجية التبشيرية الكولونيالية وعصابات الإجرام المتأسلم والعسكرتاجيا العربية… كلهم يحسبونها النفخ في صور قيامتهم… لذلك تداعوا لسحق أطلسها العربي في سورية ومصر واليمن وليبيا… وها هم اليوم يتقدمون لخنق المولود في تونس… هذا ما جرى للثورة الفرنسية منذ قرنين ونيف مما تعدّون… أنهار من الدم… لكن التاريخ قد اتجه صوب زمن المواطنين والدوس على أباطرة القهر وباباوات الجهل المقدس…
المطلوب رأسه في تونس الديسمبرية وأطلسها العربي؛ هو مشروع دمقرطة تدبير الشأن العام وكسر الإستبداد…
الثورات ليست بالضرورة ديمقراطية… كثيرا ما أعقبتها نظم شمولية مرعبة بإسم الرأسمالية أو الاشتراكية أو الشريعة أو العلمانية أو المقاومة… وأد الديمقراطية بما هي جدل إجتماعي لتقرير المصير.
مهمة أنصار الحرية أولا وأخيرا… للأوطان والإنسان… هي حراسة الديمقراطية التي فرضتها دماء الشهداء؛ أسلوبا في العيش معا على قاعدة مشتركية المصير.
نعم الديمقراطية في تونس اليوم؛ شكلية مخترقة مروّضة مفرغة من أية التزامات إجتماعية ووطنية… لكن تونس هي المربع العربي الأفضل في غابة الإستبداد العربي الذي يمثل نسخة إحتلال يفرضها طغاة نيابة عن الغزاة…
لا توجد ديمقراطية وطنية وديمقراطية عميلة… هذه ثرثرة شبيحو ستالينجية فاشية مهمتها إغتيال المعاني… الغائب في تونس قوى سياسية تحررية (ديكولونيالية) قادرة على فرض خيارات إجتماعية سيادية؛ ديمقراطيا… والثورة أحد أساليب الديمقراطيبن لفرض الديمقراطية أسلوبا في الإنتصار لخيار مواطني إجتماعي سيادي مقاوم…
كفى بكاء… كفى أحزانا… وحدهن أمهات الشهداء من حقهن دموع الرحمة واتّشاح الحزن احتسابا لا قنوطا…
———- من يكرم الشهداء ينتصر لما في سبيله ارتقت أرواحهم الطاهرة وأريقت دماؤهم الزكية… كن فاعلا لا منفعلا… كن حرا لا مُخترقا مُروَّضا… انتظم ولا تكن ريشة في مهب الريح… منذ البدء كان البشر يخرجون للصيد جماعات منظمة.
اكتشاف المزيد من تدوينات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.