السبسي رفع في وجه الجميع عصا غليظة
عبد اللّطيف درباله
بدعوى حشد التأييد لحرب الحكومة على الفساد.. يستقبل رئيس الجمهورية المفدّى الباجي قايد السبسي هذه الأيّام وفودا عن مختلف الأحزاب..
الحقيقة أنّ ما يفعله الباجي في الواقع وخلافا للبيانات الرسمية المنمّقة.. هو التكشير عن أنيابه لمختلف الأحزاب السياسيّة.. وخاصة منها الشريكة في الحكم أو المقرّبة من السلطة ظاهريا.. ولكنها تتمنّى فشل السبسي وحكومة صبيّه الشاهد في الواقع.. وتعمل على تقويض حكم الباجي وقطع الطريق على ابنه حافظ.. تحضيرا للانتخابات القادمة..
السبسي رفع في وجه الجميع عصا غليظة هي محاربة الفساد.. وأفزعهم بحملة الإيقافات اعتمادا على قانون الطوارئ.. وخوّفهم خاصّة بضرب شفيق الجراية الذي كان لفترة مقرّبا منه وزاره في القصر لعدّة مرات.. وساهم بفاعليّة في الحملات الانتخابية للسبسي ولنداء تونس.. وكان صديقا حميما لابنه حافظ.. وساعده جنبا إلى جنب وبالتنسيق مع والده الرئيس نفسه في الاستئثار بحزب نداء تونس الحاكم وضرب جميع خصومه وطردهم من الحزب..
ورسالة السبسي الضمنية كانت أنّهم ربّما يلقون نفس مصير شفيق الجراية لو خرجوا عن طاعته وتعدّوا الخطوط الحمراء.. كما فعل الجراية الذي خاصم ابنه حافظ وأصبح يعمل علنا على الإطاحة بالحكومة وبالشاهد.. واستهزأ بالشاهد وبحافظ وسخر منهما..
وكان وقع رسالة وتهديد السبسي للأحزاب الحليفة الخارجة عن الخطّ كبيرا وناجحا على ما يبدو.. خاصّة باعتبار أنّ أغلب قيادات الأحزاب التي تدور في فلك السبسي متعلّقة بها بطبيعتها قضايا وشبهات فساد.. وبالتالي من السهل مؤاخذتهم بها وتوريطهم فيها..