رمضـــان زمـــان
قالت: تعالوا، نعود بكم إلى رمضان زمان، فإذا هو مشهد غنائي راقص، ينبعث من “الكافي _شانطة”، من زمن الأبيض والأسود.
لا شك أن تلك الأجواء، ربما كانت موجودة في تونس، أيام زمان، لكن الثابت والأكيد أنها لم تكن دارجة بين التونسيين، وهي لا تمثل حقيقة رمضان زمان. رمضان زمان، إفطار على صوت “المدفع”، في أجواء عائلية منعشة، ومساجد مكتظة غصت بالتائبين من ضجيج “كافي_شانطة” الإفطار. وتراويح يهرع إليها الناس على أوسع نطاق، بإمامة خيرة المقرئين من خريجي جامع الزيتونة، الذي كان قبلة طلاب العلوم الشرعية من كل أنحاء الدنيا.
رمضان زمان، كما في كل الأزمان متنوع في أجوائه، كتنوع البشر منذ خلقهم الله. لكن من المعيب أن يختزل رمضان زمان، في “الكافي _شانطة”. ومن المعيب أكثر أن تكون “الكافي _شانطة”، عنوانا دالا على شهر القرآن والتقوى والفتوحات. لماذا يصر “الكمبرادور الثقافي” في بلادنا على التعامل بانتقائية فجة، كلما تعلق الأمر بالإسلام، فهو يستدعي من الماضي “الكافي _شانطة” باسم الأصالة والتراث وأيام زمان، ومن الحاضر يحيلنا على “أولاد مفيدة” باسم الواقعية، وفي كلا المشهدين زيف وتشويه.