السجن والسجناء
عبد اللّطيف درباله
البادرة التي قامت بها بعض السجون في تونس ومنها المرناقية بالعاصمة بإفساح المجال لعشرات السجناء لتناول طعام الإفطار في رمضان مع عائلاتهم وأطفالهم.. هي بادرة طيبة وحركة نبيلة تشكر عنها إدارات السجون ووزارة العدل..
في انتظار تعميمها وتوسعتها وأن تكون في رمضان وفي غير رمضان..
ففي النهاية.. فإنّ عقوبة السجن هي حرمان المعاقب من الحرية لمدّة معيّنة.. ولا تعني بحال التنكيل بالسجين أو بعائلته.. ولا قطع روابطه الاجتماعية والعائلية وتدمير حياته وحياتهم وقطع الأواصر..
ننتظر مبادرات أخرى عديدة لتحسين ظروف السجن والسجناء.. منها مراجعة طريقة بنائها وتجهيزات غرفها وتوسعتها والحدّ من الاكتظاظ فيها.. وإفساح المجال للسجناء لأنشطة مختلفة مثل الزراعة والصناعات اليدوية والحرفية والفنون والتكوين المعرفي.. وتمتيعهم بأوقات أطول في الهواء الطلق.. وإمكانية الإتصال بذويهم وأصدقائهم عبر الهاتف.. وحتّى تمكين السجناء من معاشرة زوجاتهم في أوقات دوريّة وظروف طيّبة كما يحصل الآن في عديد الدول المتقدّمة..
لا يجب أن يخرج السجين وقد دمّرت حياته العائليّة والاجتماعية تماما بعد فترة سجن قد تطول أو تقصر.. ويفقد فيها توازنه النفسي.. وهو ما يعيد رمي السجين مرّة أخرى في السجن بعد خروجه منه..
وتعدّ ظروف السجن القاسية جدّا في تونس وما تفعله بالسجين وشخصيّته وعلاقته بالمجتمع وبالأسرة أحد الأسباب الرئيسيّة للنسبة المرتفعة للعودة إلى الجريمة والسجون في بلادنا..