عبد الحميد الجلاصي
“ولا تحسبوا أنني
سوف ألعن من يسقطون.
أنا…
سوف احتاج وقتا،
لأكنس بيتي…
فقط !”
عبد اللطيف العلوي /طوق الهلاك / إصدار 2017.
1. السبت السادس من ماي في أحد الفضاءات الثقافية الجميلة وسط العاصمة.
اجتمع الأحباب للاحتفاء بإصدار الأديب عبد اللطيف العلوي روايته الاولى. (الثقب الاسود)
الجميع كانوا هناك. الرفيقة. البنوتات المشرقات. سألت إحداهن خلسة: هل انت فخورة بوالدك برقت عيناها ولم اكن محتاجا لبقية الاجابة.
وحضر الاصحاب. اولهم عبد المجيد بني عمر هو الذي حبب عبد اللطيف الادب وهو الذي ادخله السجن ايضا.
اظن ان عبد اللطيف سامحه رغم انه يقول احيانا “مانيش مسامح”.
وحضرت ليلى حاج عمر وترأست هي الجلسة وأدارت الكلمة بين سي عبد المجيد وفوزي الطلحاوي وسي عبد اللطيف.
وأعطت الكلمة لعمر البوثوري. عمر لا يغيب عن هذه المواكب. يحمل معه عوده وشجنه وعشقه للثورة.
هذه المرة فاجأنا بصوت رقراق. صوت سلاف الذهيبي يأتي من هناك، من بعيد. قلت في نفسي هذا صوت من العراق.
وتكلم نور الدين العلوي. حيا صديقه. رحب به في نادي الرواية. لا بد ان نجد سبيلا للتفريق بين العلويين. احدهما علوي الجبل (عبد اللطيف /جندوبة)، وثانيهما علوي الصحراء (نور الدين/الحامة).
اعرف عبد اللطيف الشاعر. لا اكتب الشعر ولكن يخيل لي اني اتذوقه، ولذلك عبرت عن خشيتي من أن يرتبك صديقي في المراوحة بين فني الشعر والرواية، رغم ان الرواية تفتح آفاقا أوسع للتعبير والتاثير.
طمأنني عبد اللطيف. أرجو أن نكسب روائيا في مستوى تميز الشاعر. هذا تحدي عبد اللطيف.
2. كثيرون تدخلوا: المبدع يقوم بدوره. كيف يصل هذا المنتج الى الجمهور ؟
زاوج الحوار بين النقد الأدبي، ونقد السياسة الثقافة، والدفع باتجاه ابداع مسالك للترويج تتجاوز إعاقات وانسدادات المسالك الرسمية المحتكرة من قلة تعتبر الثقافة ثقافتها والهياكل ملكا خاصا.
لا بد من جهد كبير حتى تصبح الهياكل معبرة عن تنوع التونسيين، ولا بد من جهد حتى يتحرر المبدعون من سجن الانتظار ويشكلوا قوة ضغط للتأثير في القرار ولإيجاد مسالك جديدة.
لا بد من كثير الخيال لتجاوز عقلية الانتظار.
3. اللقاء ظاهره أدب وباطنه سياسة. ولا يمكن أن تدخل فنا او فضاء دون ان تكون السياسة هي الطبق الرئيس أو المتطفل الرئيس.
في الهوامش لم يكن هناك من حديث الا على قانون المصالحة.
لا يمكن إلا أن يكون الأمر كذلك لما تجد نفسك أمام شهاب بوغدير وفاطمة كمون وحليمة المعالج ومحمد ضيف الله وزكية جابالله وعبد العزيز الكرايدي وعادل السمعلي وسنية زكراوي والطيب الجوادي وعماد عزالي وفيصل الحبيب.
فضاء الزراع يزرع الأمل والأفكار.
شكرا للأصدقاء.
أرجو أن يكسب علوي الجبل رهانه. فنكسب روائيا مجيدا إضافة للشاعر المبدع.
اكتشاف المزيد من تدوينات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.