ملاحظات حول خطاب السبسي
الأمين البوعزيزي
ملاحظات حول خطاب السبسي المباشر منذ دقائق:
• استهل خطابه بزلة لسان تعكس المسكوت عنه، “ان الحق كان زهوقا”!!!
• استهل خطابه بالتأكيد على الاعتراف بحدث الثورة وفضلها الكبير على تونس… ليس الأمر قناعة منه لكنه ادراك لحجم تجذر الخبرة المواطنية المقاومة للاستبداد في تونس.. ولادراكه حقيقة موقف استراتيجيات الهيمنة الدولية المصرة على انهاء نهج الاستبداد المتخلف واعتماد الديمقراطية أحد أدوات حفظ مصالحها (هذا أمر عصيّ على فهم جرذان التجمّع ومشتقاتهم الشبيحة).
• حديثه عن عفوية الثورة وتشبيبها هو اعلان وصاية وتنكر لنضالات العقود الطويلة وتزييف لجوهر شعارات ديسمبر المواطنية الاجتماعية السيادية…
• اعترافه بوطنية الثائرين صفعة للجربوعة ألفة يوسف وصويحباتها المشوهات أنوثة وديمقراطية..
• يستنجد بنبرة بورقيبة وأبويته لتمرير التسلط.
• تأكيده المتكرر أن “تونس في حاجة لكل أبنائها”، لا يقصد به التنوع السياسي المختلف، وانما يقصد به عصابة السراق وقانون تبييض اللصوص.
• “الاعلام يلزم يعاونّا”، تأكيد على زمن البرافدا والدعاية الحزبية الكاذبة…
• “تنمية الجنوب بالجيش كما تجربة ريجيم معتوق”، تأكيد أن لا حلول فعليه ولا تطبيق للدستور في مسألة التمييز الايجابي…
• التشكيك في شرعية ومشروعية النضالات الاجتماعية السيادية بتطاوين… فساكنة تطاوين في عرفه دورهم العطاء الوطني دون المطالبة بالحقوق المواطنية…
• أعطى أوامره بعسكرة علاقة الدولة بضحاياها ( استيراد الدوعشة، تذكروا ذلك القومجي الكريه الذي أمر الشاهد باستعمال الدبابات في تطاوين على شاكلة ما فعله بشّارون الفاشي في درعا السورية).
• اعترافه بالديمقراطية الشكلية (ثرثرة البرلمانات) وتجريمه للديمقراطية الجوهرية (حق المواطنين في المراقبة والمعاقبة).
• “الدولة ما عندهاش تنمية وتنجمش تشغّل”: اعلان نهاية الدولة الاجتماعية واعلان دولة اللصوص المعسكرة.
• يغمز ويلمز في حق المعارضة الجذرية التي لم ترض لنفسها مهمة قطاع طرق لتصعيده رئيسا… تحدث عن المرزوقي وتجنب ذكر اسمه رغم كونه المعارض الأكثر وزنا في الشارع.
ــــــــــ ما قدمه يؤبد حالة اللامشروعية واللاشرعية للمشهد السياسي الحارس لنظام الاذلال الوطني والاستباحة الاجتماعية…
سلطة تتصرف خارج أحكام الدستور… وشعب منتفض بموجب الدستور…
فيما المواطنيون الاجتماعيون السياديون يفضحون شكلانية الالتزام الديمقراطي للسبسي واجهة عصابة السراق، يتباكى الشبيحة في تونس أنه لم يطعن في شرف الثائرين ولم يصمهم بصنائع هنري ليفي العبري!!!
الفاشية النازية في نسختها الشبّيحية ليست البديل عن الديمقراطية الشكلانية المخترقة، بل هي أتعس منها وأكثر اجراما / عمالة مع فاشية.
ــــــــــ خراب اللحظة معناه أن الماضي لم يمت بعد وأن الجديد لم يولد بعد… الديمقراطية الشكلية ليست معرّة بل هي مساحة لحرية الحركة عمّدتها دماء شهداء بررة… نواصل المعركة نحو الديمقراطية الجوهرية ذات المضمون الاجتماعي المواطني السيادي الذي هجست به نفوسٌ ونصوصٌ ذات ديسمبر يأبى الترويض.. هذه هي الوطنية والباقي تشبيح.