أشياء لا نراها لكنها موجودة
عايدة بن كريّم
منذ أيّام زارنا أصدقاء من فرنسا، الزوج عراقي والزوجة فرنسية، عاشوا لفترة بين مصر ولبنان… زاروا العديد من البلدان العربية (الزوج دبلوماسي).
تونس في أعينهم “الجنة”…
أبهرهم التنوّع في أنماط اللّباس il y’a tout والتعدّد في السلوك، ولفت انتباههم منسوب الحرية التي يتحرّك بها الشباب في شارع بورقيبة… تلك الخيمات والوقفات وذاك الشباب الذي يُغنّي ويرقص الدبكة… المقاهي مكتضّة (إيناث وذكور ومن مختلف الشرائح العمرية) والناس تتحدّث في السياسة وفي الرياضة وفي الثقافة دون خوف. تنتقد الحكومة وتُطالب بإقالة هذا الوزير أو ذاك وترفع شعار “الرخ لا” وتُطالب بمعرفة “وينو البترول”… واجهات المكتبات فيها جميع العنواين التي لا نجدها في البلدان العربية الأخرى…
والطريف أنّهم استغربوا من نظافة القطار المؤدّي إلى الضاحية الجنوبية ومن نظافة المحطّات ومن أسعار الخضر والغلال (مقارنة بالبلدان العربية وبفرنسا)…
حسب تقييمهم “التوانسة” يُحبّون الحياة والشباب يتّقد نشاط وحيوية وشوارع العاصمة حُبلى حبّ وحرية وهذا يُبشّر بمُستقبل مُختلف عن مُستقبل بلدان أخرى.
هذه الأشياء لا نراها لكنها موجودة… نعم 17-14 كانت ثورة ولا زالت!!!
ولدينا فرصة ليكون غدنا أفضل لأنّ أفقنا أوسع وربيعنا مُشمس.
الإرهاب ليس تونسيا.