يخربون بيوتَهم
سامي براهم
الاشتباك الفايسبوكي بين قواعد بعض الأحزاب الذين كانوا شركاء في مقاومة الاستبداد قبل الثّورة تجاوز إطار المزايدات الحزبيّة ووصل حدّ انتهاك الأعراض والتّشويه والترذيل فيما يشبه الحملات والحملات المضادّة سواء كانت تلقائيّة أو منظّمة.
وفضلا عن تناقض هذا السّلوك السياسي المتهافت مع الأخلاق السياسيّة فهو لا يخدم أيّا من هذه الأحزاب بل يضعفها لأنّه يضعف التيّار السياسي العريض المفترض أنّه منحاز للإصلاح والتّأسيس الديمقراطي مهما اختلفت المواقع والتّقديرات وزوايا النّظر والأداء الذي يحكم عليه الوعي التّاريخي عندما يتجاوز اللحظة الرّاهنة.
ليس من مصلحة هؤلاء القواعد أن يرذّلوا قيادات بعضهم البعض ورموزهم في فترة تحرص فيها أجندات سياسيّة وإعلاميّة مشبوهة على استهداف الشخصيات الاعتباريّة للثورة والانتقال الديمقراطي ومقاومة الفساد.
لا تكونوا كالذين يخربون بيوتهم بأيديهم أو كالتي نقضت غزلها من بعد قوّة.