لماذا “مانيش مسامح” ؟؟؟
فوزي الطلحاوي
لماذا “السماح في المحكمة”؟؟؟ لماذا “السماح في بحيرة حمزة” ؟؟؟ لاني لا يمكن أن أسامح نيابة عن المتضررين من نهب المال العام تلك الأموال التي كانت ستنقذ فتيات أرياف باجة وجندوبة والقصرين والكاف وغيرها من العاهات والأمراض والانقطاع عن الدراسة في الجبال والأحراش. تلك الأموال المنهوبة كانت ستحمي الأطفال من المرض بالـ hépatite c بسبب الحرمان من الماء الصالح للشراب وبسبب الحرمان من المسالك والطرق، وانعدام المرافق الأساسية وغياب التنمية والتشغيل، بسبب التهميش، بسبب ترك جهات برمتها خزانا للمعينات المنزليات ولعمال الحضائر…
مانيش مسامح لأن مواطنين تونسيين عوملوا معاملة الرعايا والرعاع…
مانيش مسامح لان موطني حرم من الماء الصالح للشراب، لعقود، لولا الثورة، وهو ينام على ضفاف سد كساب !!!
مانيش مسامح لأن الذين طرحوا قانون تبييض الفاسدين هم أنفسهم تحوم حولهم شبهات فساد رهيبة، السماح في بحيرة حمزة لأن ضحايا الفساد منذ عقود وخاصة الراحلين عن هذه الدنيا لم يفوضوا أحدا للمصالحة في حقهم.
مانيس مسامح لأني معلم، سأرسخ في أذهان الناشئة التطبيع مع الفساد والتفلت من العقاب.
مانيش مسامح لأن الله سبحانه وتعالى ربط العمران بالقصاص، فالحياة المستقرة والآمنة في العدل والقسطاس، من خلال قوله تعالى: “ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب”.
مانيش مسامح في حق الذين انتظروا التنمية لعقود من الزمن، والمال العام في بنوك أجنبية وفي كازينوهات القمار والنزل الفاخرة وفي قصور “رجال هيبة الدولة” -دون تعميم- طبعا.
مانيش مسامح لأن الثورة قامت على الفساد والتهميش والمركزية ولتكريس الشفافية.
مانيش مسامح لأن لا أحد من الفاسدين اعتذر، وهو مؤشر على الخداع والمكر وعلى الإمعان في مسار الفساد والإفساد.