سمير ساسي
يحاول البعض أن يكسب قانون تبييض الفاسدين مشروعية دينية وأخلاقية من خلال الرجوع إلى ما فعله الرسول صلى الله عليه وسلم مع كفار قريش وهنا وجب التوضيح أن القياس غالط لا يستقيم ولا يقبل حتى من باب أنه قياس مع وجود الفارق فالأمران لا يجتمعان بل يتناقضان.
الرسول صلى الله عليه وسلم عفا عن مخالفين له في العقيدة كانوا يحاربونه على ما رأوا أنه صوابا يستحق منهم الدفاع والمواجهة وآذوه هو وصحبه فلما انتصر عليهم تنازل عن حقه وحق أصحابه متعاليا عن جراحه وفي المقابل لم يعف عن فاسدين سرقوا مالا عاما او خاصا بل توعد ابنته لو أنها سرقت بقطع يدها.
أما نحن الآن وهنا فإزاء قانون يمنح اللصوص هروبا من العقوبة ويشرع لضرب قيمة العمل والمحاسبة ويفقد الثقة بين الفاعلين في الاجتماع السياسي والمدني فلا تخلطوا الأمور فقانون تبييض الفاسدين ليس عفو الطلقاء نحن ازاء فاسدين لصوص وليسوا كفارا او مخالفين في العقيدة.
اكتشاف المزيد من تدوينات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.