في صفاقس فعل يوسف الشاهد مثل جحا
عبد اللّطيف درباله
من طرائف جحا أنّ السلطان أخرج مناديا بين الناس في المدينة يعلمهم أنّه سيمنح أموالا كثيرة لأيّ شخص يعلّم حماره الكلام.. لكنّ من يأخذ المال ويفشل في جعل الحمار يتكلّم.. فسيقطع رأسه..!!
طبعا لا أحد تجرّأ على التقدّم للمهمّة المستحيلة.. حتى لا يكون مصيره الموت رغم إغراء المال الوفير المعروض..
لكنّ جحا تطوّع للمهمّة وذهب للسلطان واعدا إيّاه بأنّه سيجعل حماره يتكلّم.. وذكّره السلطان بعاقبة الفشل وهي قطع رأسه.. فطمأنه جحا إلى أنّه يعرف ما يفعل.. وأنّه محتاج فقط لبعض الوقت مثلما يحتاج تعليم الطفل الصغير لينطق ويتكلّم..
أخذ جحا المال الوفير وخرج سعيدا مع الحمار من قصر السلطان.. وبينما هو يشقّ أزقّة المدينة.. تجمّع بعض أصدقائه حوله وقد سمعوا بالخبر.. وقالوا له أنّه حكم على نفسه بالموت طمعا فقط في المال.. فكيف سيجعل حمارا يتكلّم؟؟!!
أجابهم جحا بكلّ هدوء:
اسمعوا.. لقد أخذت مبلغا كبيرا من المال.. ومن هنا حتّى يتكلّم هذا الحمار.. إمّا أن أموت أنا.. أو يموت السلطان.. أو يموت الحمار..!!!
في صفاقس فعل رئيس الحكومة يوسف الشاهد مثل جحا..
فقد كان أهالي صفاقس يتذمّرون باستمرار من مشاكل كبيرة عالقة.. ومن وعود كبرى وعديدة لم تنفّذ أبدا منذ عهد بن علي قبل الثورة وحتّى اليوم.. وبدأت احتجاجاتهم تتصاعد.. فأعطاهم يوسف الشاهد وعودا جديدة بتحقيق طلباتهم.. كلّها مؤجّلة.. ثمّ زاد فحدّثهم عن برنامج “صفاقس سنة 2050”.. ههههه
ومن هنا حتّى لسنة 2050 إمّا أن…
من هنا لعام 2050 تموت ناس و تحي ناس … و خرافتنا دخلت الغابة و العام الجاي تجينا صابة.