الجمعة 20 يونيو 2025

خطاب التبوّل بين الشعر والسياسة !

عبد القادر عبار
مفردات مقرفة، وألفاظ نابية، وخطاب سفيه.. كل ذلك بدعوى المعارضة، والاحتجاج السياسي وحرية التعبير، ومقارعة الخصم الإيديولوجي، والمؤسف أن تصدر من أنثى أصلاً وفرْعاً، المفروض فيهما أن تتّصفا ببعض الحياء والخجل والحشمة المعهودة في النساء.
خطاب التبوّل الأنثوي أصبح علامة مميزة وبصمة مسجلة لهذا الفريق السياسي / الإيديولوجي المغامر، وهو خطاب رشّاش ينقض الطهارة السياسية للضحية ويجبرها على إعادة تأهيل الوضوء وضرورة الاغتسال.
هذا المنحى التبوّلي في الخطاب السياسي ذكرني بالتبوّل في الخطاب الأدبي/الشعري عندما هجا الشاعر “جرير” زميله وخصمه الشاعر “الأخطل” وقومه “بني تغلب” المشهورين بالبخل فقال فيهم قصيدة صُنّفت من أقذع الهجاء ومن الشعر النووي الفتّاك حيث قال:
قومٌ إذا استنبحَ الأضيافُ كلبَهُمُ *** قالوا لأمّهِمِ: بُولِي على النّارِ
فتُمْسِكُ البَوْلَ بُخْلاً أنْ تجودَ بهِ *** وما تبولُ لهم إلا بمقدارِ
لا يثْأرون بقَتْلاهُمْ، إذا قُتلوا *** ولا يكُرُّون، يوْماً، عِنْدَ إجْحارِ
نعوذ بالله من التلوث برذاذ التبول السياسي والأدبي، وعافانا وإياكم من جرأة المتبوّلين على الناس.


اكتشاف المزيد من تدوينات

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً

بين الإمام مواطنًا.. والإمام خطيبًا

عبد القادر عبار للأسف، لا تزال صورة الإمام الخطيب.. عند كثير من الناس مظلومة، وحقوقه …

مناظرة غير متلفزة بين الملك ويوسف !

عبد القادر عبار 1. لان الشيء بالشيء يذكر على قول المثل.. ذكرتني المناظرات الرئاسية التلفزية …

اترك تعليق