عمار غيلوفي
لم يشهد التاريخ الحديث والمعاصر إرباكا للعقيدة القومية فكرا وممارسة، أكثر من هذه الفترة…
نظرا للأسباب التالية:
– تكلس وتحجر العقيدة القومية.
– تمسك المؤمنين بها بعبادة أقانيم الزعماء.
– انعدام مواقف واضحة ومحددة من القوى الخارجية.
– غموض الرؤية والتباس الموقف تجاه الأحداث الداخلية، بما فيها “الثورات”…
لذلك أصبحت أفكارهم وتصوراتهم إديولوجيا عوراء.. فبالأمس القريب، كانوا يناهضون الثورة الإيرانية، ويتحدثون عن احتلال ايران للأهواز العربية، ولجزر طمبا الكبرى وطمبا الصغرى، وأنا شاهد على ذلك، ويعتبرون إيران الشيطان الأكبر، وعدو الأمة الأول، واليوم، يعتبرونها نصير الأمة، عندما استعان بها نظام بشار الأسد، ونسوا أو تناسوا أن هذا النصير هو الذي شنق صدام حسين يوم العيد… أليس صدام زعيما مثل بشار؟ ألس قوميا، مثل بشار، أليس بعثيا مثل بشار؟ أليس تقدميا مثل بشار؟ أليس ممانعا أكثر من بشار ؟؟؟
– يكفرون بالتدخل الخارجي، ويعتبرونه إستعمارا وبلاء للأمة، عندما يكون فرنسيا أو أمريكيا، أو تركيا،،، ويسكتون عنه عندما يكون روسيا أو ايرانيا.
– انساق القوميون، الناصريون في مصر، والقوميون (ناصريون وبعثيون وقذافيون وعصمتيون) في تونس الى التحالف مع الأنظمة الإستبدادية والرجعية في مصر وتونس، من أجل “قطع الطريق” أمام صعود الإخوان في كلا البلدين،،، وتحالفوا مع اليساريين في كل انتخابات سياسية كانت او نقابية، وأنا شاهد على ذلك…
– تصدوا “للثورات العربية”، وسموها بالمؤامرة الخارجية على الأمة، وهم في نظرياتهم وعبر ممارساتهم التاريخية لم ينفكوا يوما من التغني بثورة الشعوب، المظلومة والمقهورة، المستبد بها، المنهوبة ثرواتها، المستعمرة، المُقطعة أوصالها…
– هللوا لمحاصرة نظام السيسي لغزة، وباركوا غلقه للحدود بينها وبين مصر وفرحوا لإغراقه الأنفاق منفذه الوحيد للعيش وللتداوي، وخونوا مقاومة حماس على إعتبار أنهم إخوان…
إذن ما تعني عندهم القومية؟ ماذا تعني عندهم التقدمية؟، ماذا تعني عندهم الوحدة؟، ماذا تعني المقاومة؟ ماذا تعني عندهم الثورة؟ (نظرية الثورة العربية – عصمت سيف الدولة)… ماذا تعني عندهم الحرية ؟؟؟
اكتشاف المزيد من تدوينات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.