الحداثي الكبير سليم الرياحي
نور الدين العويديدي
المواقف والاختيارات الايديولوجية كثيرا ما تكون مجرد شعارات مغالطة لا انطباق لها في عالم السياسة.. هي مجرد “ماعون خدمة” لا غير.. فسليم الرياحي ومحسن مرزوق “حداثيان” و”عصريان” جدا جدا، ويثبتان حداثتهما وعصريتهما بإدمان السباب والتهجم على حركة النهضة.. دون أن يقدما برنامجهما الخاص لإنقاذ تونس.
في المقابل سليم الرياحي يعلن أن جبهة إنقاذه ستنفتح على السلفيين وعلى حزب التحرير.. ولم يعلق “الحداثي الكبير” رفيقه في الجبهة محسن مرزوق على ذلك، رغم أن النهضة إذا ما قيست “حداثيا” بالسلفيين والتحريريين تعتبر متقدمة جدا عليهما في القرب من الحداثة.
فلماذا إذن يسب “الحداثي” النهضة، ويقترب من الأقل حداثة منها؟ السبب الذي يجعل الحداثي غير حداثي هو الأصوات الانتخابية.. أي المصلحة الحزبية والشخصية والدور السياسي.. ففي السياسة الشعارات كثيرا ما تكون دخانا للتعمية على المصلحة الضيقة..
وتلك هي السياسة البائسة.. ولذلك أوضاعنا تتأخر ولا تتقدم، رغم أن معظم سياسيينا تقدميين حتى نخاع النخاع.