ترذيل المشاركة السياسيّة وتخذيل الشباب
السياسة بما هي رعاية مصالح النّاس: في مواجهة خطاب ترذيل المشاركة السياسيّة وتخذيل الشباب.
من العناصر البنائيّة المشكّلة للأنظمة الاستبداديّة والتي استوحتها “الثورة المضادّة” التي واجهت مسارا ثوريّا وحرّفته ترذيل المشاركة السياسيّة وتخذيل الشباب وتعميق مشاعر الخيبة والإحباط وتعميم مواقف العجز عن التغيير وهي عناصر أدرك أصحابها أثرها في تفشيل الثورات وتعطيل مساراتها.
ولابد من مواجهة هذه الرؤية بخطاب ينتصر للثورة وخياراتها عبر دفع الشباب إلى المعترك السياسي وإقناعه بضرورة المشاركة في صناعة الرأي العام السياسي فالسياسة ليست مجرّد مجموعة من الأحزاب المتنازعة والمتصارعة على السلطة والحكم كما روّج لها إعلام الثورة المضادّة.
السياسة ليست كذلك “بوليتيك” تلك العبارة الفرنسيّة المنطوقة بلهجة شعبيّة تونسيّة القائمة على دلالة الترذيل والتحقير أو المعبّرة عن محاذير أخلاقية تتجاوز فيها “السياسة-البوليتيك” فضائل الصدق والوفاء بالعهد والوعد ولابد أن ندرك جميعا أن هذا الخطاب دفع أكثر من خمسة ملايين من التونسيين إلى مقاطعة الانتخابات وهم في أغلبهم من الشباب.
الأحزاب هي وعاء تنظيمي للفكرة السياسيّة وتعدّد الأحزاب بعد الثورة يتيح للشباب فضاء تنظيمي حرّ قد يعبّر عن مواقفهم ورؤيتهم ورؤاهم.
في هذا المقام أدعو الشباب إلى الانخراط الإيجابي في العمل السياسي عبر الانتظام الحزبي وادعوهم إلى الاختيار الواعي للأحزاب المعبّرة عن روح الثورة وخياراتها.