جمهور الإسلاميين ليست له دربة على فنون المناورة
نور الدين الختروشي
هذه التدوينة كتبت يوم 30 مارس 2014
لم يتعود جمهور الاسلاميين عل المباراة السياسية وليست له دربة كبيرة على فنون المناورة. فقد تعود على طهورية الموقف السياسي المبدئي طيلة عقود النضال ضد الاسنبداد…
ستكون حركة النهضة امام امتحانات عصيبة في هذه المرحلة الانتقالية حيث لن يتحمل ولن يتفهم جزء كبير من ابنائها ادارة يومياتها بفن المناورة ورشاقة الففز على الالغام وسيحاكمها بمنطق القيمة وألق المبدأ وميزان الحق والباطل. تماما كما سيحاكم ناخبها اداءها من الخارج بميزان اخلاقي على اعتبار قيمتها الرمزية والاعتبارية وبالنظر لهويتها الدينية. ولن يرحمها خصومها في الداخل والخارج اذا لم تحسن الادارة برافعة الممكن وما تستوجبه من تقدير دقيق لتشابك المصالح وتناقضها وحركية ميزان القوى…
فحركة النهضة اليوم امام ثلاثة خطوط ضغط فيها الداخلي ومنها الخارجي تتصل جميعها بتحدي مركب يحيل على ضرورة البقاء على ارضية القيمة والتحرك برافعة الحيلة. وهذا التحول المركب هو نفسه التعبير السياسي والتاريخي لجدل الثقافي والسياسي في هوية حركة النهضة… صداع المسك بخيط الوصل بين هوية الحركة الرسالية او الدعوية او الدينية بالمعنى العام وبين تسطير خط الفصل مع الكيانية السياسية او الوعاء الحزبي للهوية، امتحان لن تتجاوزه النهضة والاسلاميون عموما الا من خلال جدل مسترسل ومتدفق بين الجهد التنظيري الفكري والبراكسبس او التجربة الميدانية…
ويخطأ منهجيا من يتصور ان المسألة ستحسم في ورقة نظرية بآليّة الحسم الاجرائي، داخل المؤسسات او في مؤتمر… الاشكالية ستبقى خالدة وتنتج مفاعيل استمرارها ما دامت السياسة مراوحة شقية وساخرة وقاسية بين الواجب والممكن… لو يفهم الاسلامي ان السياسة تتطهر ولا تتوظأ.. ربما ينجح في الامتحان الذي سقط فيه الصحابة رضوان الله عليهم ذات يوم.