لعبة الكلاب السائبة
دموع التماسيح تكتسح المجال العام
أطل برهان بسيس أحد أكبر أبواق نظام بن علي في برنامج لمن يجرؤ فقط بخطاب تمساحي أجوف ومحاور جاهل ومخنث ليتصنع مبدئية مزيفة تتجسد في إدعائه الوفاء لبن علي الذي فر يوم ثار الشعب التونسي عليه والحال أنه كما بقية حزب نداء تونس ولكنه إختار نعومة تخفي مشروع الغدر بما تبقى من الندائيين أولا وبأصدقائه في المنظومة ثانيا لأنه تفطن إلى حالة الوهن والفراغ التي يعيشها الحزب وقد كلفه مدربه بتصفية الحزب بشكل نهائي وهي المهمة الرئيسية له.
المهمة الثانية لهذا الندائي القديم الجديد هي خلق حالة خلط بين الصراعات الفكرية والسياسية داخل الأحزاب الثورية وبين فوضى الهراوات والإنقسامات التي عاشها حزب نداء تونس حول المواقع والمكافآت واقتسام الأموال التي ضختها أطراف متعددة داخل هذا الكيان السرطاني الذي يخرب الدولة من الداخل من خلال مأسسة الفساد والإستهتار المتواصل بالدستور ومؤسسات الدولة من قضاء وحكومة ورئاسة جمهورية ومجلس نواب وإدارة وغيرها.
المهمة الثالثة هي تشكيل المجال الإعلامي وتكريس خطاب الرداءة والوطنية المزيفة والهيبة الجوفاء وإعلان إخفاق نهائي للنخب الجديدة في تجسيد مطالب الثورة واستنزافها نظرا لتفرقها ومستضعفة تنظيميا وماليا وتشفير هذا المجال بشكل يصنع القيادات على المقاس وتحت الطلب ويجعل محسن مرزوق موهوب ونظيف وعبير موسي مناضلة وعبد الوهاب معطر من المؤتمر من أجل الجمهورية وسامية عبو من التيار الديموقراطي فوضويين ويشيطن نظالاتهم ووطنيتهم.
كل هذا التدبير من غرفة العمليات لا يعدو إلا أن يكون إحدى لبنات تدريب الكلاب على النباح بصوت عذب ليضن المتلقي أنه يسمع زقزقة ليس إلا ؟