قبل أن تفتك بنا الأحزاب المتطرفة
هايدا لمام
عندما أجريت الانتخابات البلدية الألمانية منذ أشهر؛ هرع كل السياسيين إلى الجمعيات والمراكز الإسلامية، حتى يحثوا المسلمين لانتخابهم ونسقوا ذلك مع الأئمة. وقد ركزت خطب الجمعة في تلك الفترة على دور الاجنبي وخاصة المسلم في قلب المشهد السياسي والتصدي للأحزاب المتطرفة من الصعود. وقد لاحظنا مدى وعي الجالية المسلمة بخطورة المرحلة، إذ أنهم أقبلوا بكثافة على مراكز الإقتراع وقاموا بانتخاب حزب عرف بخطاباته القريبة من الأجنبي والغير مقصية له..
والآن!!!
أتساءل فعلا أين هي تلك الأحزاب المعتدلة التي قام المسلم بانتخابها بعد قرار المحكمة الألمانية الأخير حول حظر الحجاب من الوضائف العمومية؟!!
أتساءل فعلا وانا المسلمة المقيمة في هذا البلد ولي بنتين تحملان الجنسية الألمانية حلمهما إكمال تعليمهما؛ ماذا عنهما ؟! هل سيقع اقصاؤهما في المستقبل من وضيفتهما بسبب الحجاب ؟ كيف أستطيع إقناعهم أنهما تنتميان إلى هذا البلد ونحن في كل مرة نفاجئ بقوانين تمس من حريتنا وعقيدتنا بتعلة أنها لا تتماشى مع تقاليد هذا البلد!!
فعلا لقد دق ناقوس الخطر الآن، وعلينا نحن الجاليات المسلمة لم شملنا والالتفاف حول بعضنا البعض خاصة ونحن نرى صعود الأحزاب المتطرفة التي ستفتك بنا في حالة صعودها إلى الحكم لا قدر الله..
هنا أدعوا كل القائمين والمشرفين والمتحدثين بإسم المسلمين ليس في ألمانيا فحسب بل في أوروبا عموما إلى تكوين أحزاب تتكلم باسم الجاليات المسلمة لننتخبها والتي تتحدث باسمنا في كل المنابر وحتى لا تتشتت اصواتنا وتذهب أدراج الرياح ونصبح بعدها كتلك الأواني البلاستيكية التي يستعملها ساسة الغرب في مناسباتهم ثم يلقون بها فور الانتهاء منها ولا يعترفون بنا في مطابخهم كباقي الأواني الدائمة!!