انظر كيف يزوّقون الأخبار ويدلّسون الوعي..
عبد اللّطيف درباله
ههههه البرلماني القديم المُّزَوَّرْ السبسي.. استقبل اليوم بصفته رئيسا حاليّا للجمهورية زملائه من البرلمانيين القدماء المُّزَوَّرين..!!
رئاسة الجمهورية أعلنت أن السبسي استقبل اليوم وفدا عن وداديّة قدماء البرلمانيّين التونسيّين.. ومن بينهم سمير العبيدي.. “وأنّ اللقاء مع رئيس الدولة تمحور حول سبل دعم مشروع قانون المصالحة الوطنيّة وحاجة البلاد المتأكدة والعاجلة لتكاتف جهود كل القوى الوطنيّة لتجاوز رواسب الماضي والمضي قدما في بناء مستقبل مشرق لكلّ التونسيين والتونسيات”..
من يسمع بأنّ السبسي استقبل قدامى البرلمانيين يعتقد بأنّ تونس عريقة في الديمقراطية.. وأنّه كانت هناك سلطة تشريعيّة حقيقيّة في البلاد.. وكان هناك برلمانيّين حقيقيّين وأحرار..!!
والحال أنّ الجميع يعرف بأنّ البرلمانات قبل الثورة هي مجرّد ديكور.. وأنّ جميع النواب كانوا من الحزب الحاكم سواء التجمّع أو الحزب الدستوري من قبله.. في ما عدا قلّة من أحزاب “المعارضة” الديكور أيضا.. والتي زيّن بها بن علي برلماناته بنسبة محدّدة وشبه معيّنة.. للإيهام بوجود تعدديّة في البلاد..
وبالتالي فإنّ من استقبلهم السبسي اليوم هم بالذات.. وفي الحقيقة.. نواب تجمعيّين في البرلمانات البنفسجية لبن علي.. وهم وصلوا لمجلس النواب في نظام حكم شمولي.. واكتسبوا صفة “النائب” عبر انتخابات يعلم الجميع بمن فيهم السبسي نفسه أنّها مزوّرة.. وقد اعترف الباجي بزورها علنا في حوار تلفزي شهير بقناة “الجزيرة”..
ولا غرابة في ذلك الإستقبال.. فالرئيس السبسي نفسه كان برلمانيّا من قدماء برلمانات بن علي إثر الانتخابات المزوّرة لسنة 1989.. بل وعيّنه بن علي رئيسا لبرلمانه البنفسجي المزوّر في سنة 1991-1992..
وبالتالي فإنّ الخبر الصحيح هو أنّ البرلماني القديم المزوّر السبسي.. استقبل اليوم بصفته رئيسا حاليّا للجمهورية زملاءه من البرلمانيين القدماء المزوّرين.. في عهود البرلمانات المزوّرة للسابع من نوفمبر..!!!
أمّا النكتة الثانية.. فهي أنّ اللقاء مع هؤلاء البرلمانيّين القدماء المزوّرين تمحور بحسب بلاغ الرئاسة حول سبل دعم مشروع قانون المصالحة الوطنيّة.. أي أنّهم وهم الذين الكثير منهم هم أنفسهم (أي عدد من عموم قدماء البرلمانيين في عهد بن علي) مورّطين في قضايا وملفات فساد منشورة أمام القضاء.. جاؤوا لرئيس الجمهورية لحثّه على إتمام تمرير مشروع المصالحة الذي سيخلّصهم من التتبّع القضائي ومن المحاكمة والمحاسبة والعقاب..
فبحيث.. يحيا العهد السبساوي المجيد..!!!
#مانيش_مسامح