التهدئة والتفكير قبل التصعيد
المشهد السياسي يشهد تقلبات كبيرة بعد التصريحات الصبيانية الأخيرة وموجات التصعيد التي كانت ستؤدي الى التحام حاد بين الحكومة واتحاد الشغل.
هناك مفاوضات سرية تدار على قدم وساق بين الأطراف السياسية من أجل الوصول الى حل وسط بعد المأزق الذي وصلنا اليه جراء أحداث الاقالات والتعيينات والاستقالات الأخيرة فاتحاد الشغل كشريك استراتيجي للحكم وبتدخل من رئيس حركة النهضة الأستاذ راشد الغنوشي للتهدئة والصلح يعود الاتحاد من جديد للمفاوضات ودعى الى التهدئة ومزيد من الرصانة والتفكير قبل التصعيد في خطوة غير معهودة من قبل.
أما مسألة اعتذار الغرياني عن تولي منصب الوزارة خلفا للبريكي لم يكن من باب المصادفة بل هي من شروط اشترطها الطبوبي للبقاء ضمن اتفاقية قرطاج وعدم دخول utica ضمن التشكيلة الحكومية.
المسألة الثانية التي يسعى من أجلها الاتحاد لتطمين قواعده وعدم الانزلاق الى الفوضى وهي مسألة اقالة جلول بالذات عن وزارة التربية لأن الأمر بلغ منتهاه ولا سبيل للتفاوض مع من نصب العداء للنقابة والنقابيين (في نظرهم طبعا).
فلذلك لا يمكن عدم الانصياع لمطالب الاتحاد والسعي نحو التهدئة الى أقصى حد، أولا لكونه طرفا في حكومة الوحدة الوطنية وثانيا شريك استراتيجي نحو الهدنة الاجتماعية وثالثا كداعم مهم لقانون الطوارئ الاقتصادي.
نحن في حاجة لمثل هذه التوافقات للخروج من المنزلقات التي قد تؤدي بالجميع للهاوية لا سمح الله.