رئيس الجمهورية يستقبل هاربا من المحكمة العسكرية
عبد اللّطيف درباله
لا تحاول أن تفهم: السبسي “البورقيبي” جدّا يكرم اليوم الحبيب عمار بمناسبة كتابه الذي يعترف ويفتخر فيه بمشاركته في الإنقلاب الأمني على بورقيبة!!!
هههههههه الباجي قايد السبسي رئيس الجمهورية المفدّى “البورقيبي” جدّا كما يزعم.. والذي نجح في الانتخابات بفضل تعلّقه بتلابيب كسوة “الزعيم”.. وتشبّهه به شكلا ومضمونا.. وتقليده لطريقة كلامه وخطاباته وحتّى نظّارته الشمسيّة..
السبسي هذا الذي كسب مئات آلاف الأصوات فقط بإيهام الناس أنّه امتداد للبورقيبيّة.. يستقبل اليوم الحبيب عمار بمناسبة إصدار كتابه الجديد.. الكتاب الذي يشرح فيه عمّار لأوّل مرّة طريقة الإنقلاب الأمني على بورقيبة.. وكيف ساعد بن علي في التخطيط له.. وتولّى هو قيادة فرقة الحرس الخاصة لتنفيذ الانقلاب والاستيلاء على الحكم ومحاصرة قصر الرئاسة بقرطاج والسيطرة على بورقيبة أثناء نومه.. وكيف رفعوا السلاح في وجه بعض حرسه الخاص الذي تفطّن للانقلاب ورفض تسليم الرئيس والتخلّى عنه للانقلابيين.. بعد خيانة مدير حرسه الرئاسي له لفائدة بن علي..
والكتاب يفضح بالدليل القاطع علنا وللمرة الأولى أنّ ما جرى ليلة 7 نوفمبر 1987 كان إنقلابا أمنيا كاملا ومستوفي الشروط باستعمال فرق من الحرس الوطني والجهاز الأمني والداخلية وليس الجيش.. ويكذّب البروبغندا التي كان يبثّها نظام بن علي طيلة 23 سنة عن “التغيير الدستوري والسلمي الأبيض”..!!
وهكذا فإنّ السبسي الذي “يحبّ بورقيبة ويدافع عنه ويسير على نهجه” كما يدّعي.. يكرّم اليوم في قصر الرئاسة بقرطاج (“مسرح جريمة إنقلاب 7 نوفمبر”) الشريك الرئيسي في الانقلاب الأمني على بورقيبة والذي يتباهى هذه الأيام بالانقلاب ويعترف به علنا.. ويقدّم تفاصيله قي كتابه وفي حواراته الصحفيّة..!!!
والسبسي “الذي سبق وأن اتّهم بن علي بالفساد والديكتاتورية والجهل بأصول الحكم.. يحتفل اليوم بقصر الرئاسة بشريك بن علي في الانقلاب..!!!
وهذا الاستقبال في الحقيقة لا غرابة فيه.. فلقد قبل السبسي بانقلاب بن علي على “زعيمه” بورقيبة.. وخانه.. ولم يسأل عنه تماما ولم يعنيه مصيره.. ولم يسعى لفكّ سجنه وعزلته.. ولم يحاول حتّى زيارته طيلة 13 سنة من الاطاحة به الى وفاته..!!
بل أنّ السبسي الذي لم يحتمل إبعاده عن السلطة والحكومة بعد انقلاب 7 نوفمبر.. وسّط مقرّبين من بن علي لإعادته للحكم في أيّ منصب.. وعمل لاحقا مع بن علي بعد أن رضي عنه.. إلى أن استغنى “صانع التغيير” عن خدماته سنة 1992..
وحدهم من على أعينهم غشاوة هم الذين مازالو يصدّقون ترهّات السبسي ومزاعمه وأقواله وتصريحاته.. والتي يكذّبها هو شخصيّا في كلّ مرّة تلقائيّا وبنفسه بدون خجل أو تستّر..!!
بقي أن نتساءل ماهي مسؤوليّة وعقوبة رئيس الجمهورية الذي يستقبل شخصا صادرة في شأنه بطاقات جلب ومناشير تفتيش عن المحكمة العسكرية لهروبه من الحضور في التحقيق وفي جلسات استماع استدعي لها عدّة مرّات ولم يحضر.. كما هي حالة الحبيب عمّار اليوم المطلوب في قضايا تعذيب أيّام كان مسؤولا في الأمن ووزيرا للداخليّة.. كما تؤكّد المحامية الأستاذة نجاة اليعقوبي..؟؟!!