هذا البرنامج يقدم لك صورة عن حقيقة السياسي في تونس
سمير الفهري عفوا الوافي اتى بالمعتمد المعين في المكناسي والمستقيل ليسخر منه ومن مستواه… وما يخفيه صاحب قضايا الابتزاز وخريج السجون ان مستواه التعليمي لا يتجاوز مستوى هذا الذي تم تعيينه معتمدا…
وعلى كل حال فهذا المعتمد افاق من غفوته ومن حلمه الذي حققه له حزب النداء واستقال حتى لا يبقى مسخرة.. وحديث الناس اجمعين…
اما سمير الوافي فانه متسلط على تنشيط حصة كان من المفروض ان ينشطها شاب من الحاصلين على الماجستير او الدكتوراه…
لكنه اختار ان يكون مبتزا للبرنامج رغم انه نال عقابا عن قضية ابتزاز لبعض الذين مروا بالبرنامج او الذين رفضوا المرور منه بدفع اموال قيل بانها طائلة… وهم في جلهم باحثون عن الشهرة او تمرير ما يريدون تمريره…
واذا ما دافع سمير عن مستواه باظهار تلك النسخة من الباكالوريا الموجودة على الفايسبوك فانا لا اقبل بها الا اذا اعلنت وزارة التربية رسميا ان في سجلاتها شخص اسمه سمير الوافي حاصل على الباكالوريا…
تونس العارفة كلها تقول بعدم حصوله على الباكالوريا فكيف تسكت الوزارة وهي ترى شهادة على الفايسبوك تحمل اسمه.
انا اعرف ان الوزارة لن تتفاعل مع هذه الدعوة لان صاحب الوزارة يمر بانتظام من هذا البرنامج.. لا للحديث عن اصلاحات التربية والتعليم المفقودة اللهم الا اذا كانت اصلاحات الشبابيك والابواب والمدارج وبيوت الراحة والتوقيت والعطل… فقد جاء ليقول بان بن علي رجل دولة.
والقسمة قسمة اخوان… حتى الوزير الذي قبله شهد ضجة حول مستوى سمير الوافي وشهادته ولم يتدخل في حين ان المسالة لا تتطلب اكثر من اطلالة قصيرة على احد الملفات لايقاف حملة كانت شديدة واستكانت الان لان المجتمع لم يعد تحركه مثل هذه القضايا للاسف…
كل اهل السياسة متفقون على ان لا يثيروا هذا الموضوع… سواء اكانوا من النداء او النهضة او اقاربهما او الجبهة.. وكل من يحيط بها، قل ما تريد… وكما نحن نريد… وتفضل… والله اعلم طبعا.
لاحظوا ان البرنامج الذي يتكلف غاليا يكاد يكون خاليا من الاعلانات… اذن من يمول البرنامج وهو الذي يتابعه الملايين حسب ما قال سي المنشط المبتز… وهذه ليست سبة مني بل هي حقيقة وواقع.. فلقد صدر ضده حكم بالسجن… اليس كذلك…
وللاسف فالتونسي عموما لم يعد يرى مشكلا في ذلك… فالقيم تردت والاخلاق تغيرت واصبحت لصالح الجماعة اياها.. وكان من المفروض بعد سجنه الا يراه الناس الا في المقهى او الطريق العام… وهاهم يشاهدونه بسعادة على قناة تلفزية مهيمنا.. ولا احد منهم يشق له غبار ولا احد يتساءل كيف يمكن ذلك.. واين المبادئ واين الاخلاق واين قيم المجتمع…
كلهم مروا من هذا الباب… وكلهم تهافتوا عليه ولا احد يزايد على اخر… كل الاحزاب وكل القيادات مرت من هناك، كيف يخاطبهم في برنامج سياسي يحضره سياسيون ومثقفون ومحللون… ولا يحتجون ولا يرون في ذلك غرابة… ثم كيف يتدافع الناس على هذا البرنامج وهم يعرفون صاحبه ومنشطه من اي طينة هما… ولا ينفرون من البرنامج…
هل رايتم ان السياسيين الذين تقبلون عليهم وتحبونهم وتساندونهم بقوة وحماس كيف انهم لا يقلقون لوجود فساد معلن وقال فيه القضاء كلمته وبعد ذلك تصدقون ان هؤلاء السياسيين جاؤوا للدفاع عن الشعب والنضال من اجل انجاح مشروع وطني او لترسيخ قيم وطنية ونمط حياتي جديد يمكن ان يساعد على تطوير المجتمع التونسي…
ثم نغضب بشدة عندما يقول لنا احدهم بان المجتمع التونسي يشهد متغيرات في اخلاقه بما لا يقبله العقل…
هل ان مجتمعنا الذي نشهد هو الذي نتمناه… ويجعلنا نفتخر به..
اكتشاف المزيد من تدوينات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.