زهير إسماعيل
كان الشاعر أدونيس (علي أحمد سعيد) من المثقّفين “الحداثيين” الذين شدّهم حدث الثورة ونزول الملايين عزلاء إلى الميادين في مواجهة رصاص الجيش والأمن والمخابرات (السافاك)… بقيادة “رجال الدين” (زعماء إيران أقرب إلى مفهوم رجال الدين منهم إلى مفهوم العلماء).
يومها قال أدونيس تحت تأثير الزخم الثوري: هي ثورة بالدين وفي الدين”.
نعم هي “ثورة بالدين”… وربّما هي “ثورة بالمذهب”ّ… أمّا “الثورة في الدين” فمرحلة ما تزال بعيدة… ليس فحسب عن مجالنا العربي الإسلامي وإنّما عن العالم بأسره…
هل تمثل فكرة ختم النبوّة في الإصلاحية المحمّدية مقدّمة على طريق “الثورة في الدين” ؟ وهل يكون ما عرفته الإنسانيّة بعدها من ثورات في الفكر والسياسة هي استعادة لهذه الإصلاحيّة؟
هل يمكن الحديث عن مرحلة عقليّة وفكريّة قادمة نسمّيها “الثورة على الدين” ؟
تكون “الثورة على الدين” ممكنة إذا اعتبرنا الدين “مرحلة من مراحل الوعي الإنساني”. أمّا إذا كان الدين “بنية ذهنيّة” (العقل) و”فطرة مركوزة”.. وكان “نظام الخطاب المعرفي الإنساني” دينيّا أيّا كان “الخطاب” (دينيا، وضعيا، علميا…).. حينها لا مجال إلا لـ”الثورة في الدين”… وكلّ الثورات الكبرى التي عرفتها الإنسانية أيّا كان عنوانها هي بمعنى من المعاني محاولات في “الثورة في الدين”…
اكتشاف المزيد من تدوينات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.