نحن شعب نكبر مع ثقافة “كل توخيرة فيها خيرة” فكان موقعنا في التقدم في الأماكن الأخيرة بين الشعوب. لو كان موقعنا الجغرافي بوسط القارة لا شمالها لكنّا من الشعوب التي تعاني من المجاعة.
كذبوا علينا فقالوا متقدمين (على من؟ على إخوتنا العرب؟ مخطئون، تأملوا ما وصل اليه البقية وقارنوا، فقط قارنوا لا تفعلوا غيرها)، كذبوا علينا فقالوا إننا زهرة افريقيا من أجل عيون لي ما كيفو حد، كذبوا علينا فقالوا دولتنا حديثة لإرضاء جماعة الزعيم فيُعطى له لقب “باني الدولة الحديثة” التي تغرق بهطول قطرتي مطر والتي مازالت تصر على الفرنسية والعالم يتحدث غيرها علما وعملا وسياحة واعلاما وثقافة وصناعة وتواصلا…
إنها تونس “الخضراء” (عمى ألوان)، تونس التي يكون فيها التونسي “خدّام” (عمى المنطق)، تونس التي يكون فيها التونسي بـ”عقلية غربية” (عمى بصيرة) فتكون أوّل انجازاته بعد “ثورة” آلاف الاضرابات وبضع دقائق عمل في الإدارات (وشعوب أخرى كانت أول انجازاتها بعد حروب مدمرة : العمل ثم العمل ثم العمل). لن أذهب بعيدا فأذكر اليابانيين أو الألمان أو الانجليز أو الكوريين أو الصينيين،تأملوا ماليزيا أوسنغافورة.
طلب مني رئيسي المباشر عملا فقمت بتحضيره في يوم، فجاءني زميلي معاتبا قائلا لي : “على رسلك، ما هكذا يكون العمل، أنت هكذا تقلل من شأني في العمل، يجب أن تستغرق وقتا أكثر في انجاز عملك لئلا يُطلب منا نحن أيضا الاسراع في انجاز عملنا اسوة بك. قدّم عملك هذا بعد أسبوع آخر وليس اليوم. أنت هكذا “تحرق فينا” ونخاف أن تصبح عادة…”.
مشكلة التونسي أنه شعب بين عالمين، مشرد بينها
من جهة التونسي يحب اللمة والراحة ويحب الفلوس ويحب يعيش كيف جيرانه في الشمال أما ما يخدمش كيفهم
ومن جهة أخرى بلده ضعيف وفقير والحلول معدومة.
هذاك علاش التونسي الي يعديه يحلم أكثر ملي يعديه يخدم، دائما يحلم بما أفضل وأنا شخصيا مثلهم يعني ما نكذبوش على بعضنا، ويلوج على المال السهل والربح الوفير بدون عمل، هذاك علاش شطر تونس تلعب في البروموسبور وحاليا دوروها البلانات وين وغيرها والشطر لاخر يحفر على الكنوز، والتوانسة أكثر عباد تستهويها المسابقات التلفزية وغيرها.
اكتشاف المزيد من تدوينات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.