“رانية”.. والعيد الوطني للطفولة !!
عبد القادر عبار
نزعتُ ورقة اليومية الحائطية كعادتي كل صباح، فقابلتني ورقة يوم الأربعاء 11 جانفي فقرأت في أسفلها “العيد الوطني للطفولة”.. أي عيد ؟ وأي طفولة ؟ يا سادة ؟، وجثة الطفلة المواطنة الفقيرة، المعوزة، المستضعفة، المنسية “رانية” تصفعنا صفعًا، وتتّهمنا بالإهمال، والقسوة واللامبالاة، والأنانية، والشح.. والوطنية المزيفة !
جثة “رانية” تصفح السياسي، والحكومي، والبرلماني، والنقابي والثقافي والشعبوي وتضعهم في سلّة واحدة.. وتقول لكم : البردُ بريء.. براءة الذئب من دم ابن يعقوب.. بل أنتم.. يا أبرَدَ من البرد.
اصفعي يا “رانية”، اصفعي، ولا ترحمي، وابصقي على قلوب عميت، وقست، فنَتِنَتْ.
من سوء حظك يا “رانية” يا ابنة وطني، أن موتك الفاجع لم يوافق مَوسمًا انتخابيًّا، وإلا لكُنتِ إذن شعارًا للدجّالين ورمزاً للكذابين، ولطبعت صورة مصرعك على قمصان يرتديها رعاع أحزاب “البقبق الفارغ”.. ولكن للأسف.. قد متِّ في الوقت السياسي الضائع !
لا بورك في عيدٍ.. تموت فيه “رانية” من البرد الوطني، ولا بورك في طفولة تُشطَبُ منها “رانية”.. رحم الله “رانية”