عبد اللّطيف درباله
بنيامين نتانياهو والذي هو اليوم رئيس وزراء الكيان الاسرائيلي المحتل.. حققت معه الشرطة الإسرائيلية لمدة ساعات.. عدة مرات.. واستجوبته باعتباره مشتبها به في قضايا فساد..
نعم.. رئيس الوزراء الذي يعتبر الحاكم الأعلى في الكيان الاسرائيلي تحقق معه الشرطة وهو على كرسي السلطة..
وتحقق الشرطة أيضا مع زوجته “السيدة الأولى”.. التي يغضّ الأمن والقضاء البصر عنها في بلداننا العربية إيمانا وخشوعا واحتشاما.. (…!!!)
وهل تعرفوا ما هي شبهة الفساد الموجّهة لنتنياهو وزوجته؟؟
أمّا الهدايا.. فهي.. عبارة عن.. كميات.. من… السيجار الفاخر قد تبلغ قيمتها مجتمعة آلاف الدولارات.. في حين أهدى الصديق زوجة نتانياهو قوارير شمبانيا فاخرة قيمة الواحدة 100 دولار..!!!
نتنياهو اعترف بتلقّي الهدايا ولكنّ محاميه اعتبر أن إهداء سيجار وشمبانيا من صديق لصديقه ليس فيه شبهة فساد..
هذه الاستجوابات تهدّد باحتمال توجيه تهم رسميّة إلى نتنياهو بما سيرغمه على الاستقالة من الحكم..!!
ما يهمّنا في الأمر كخلاصة للموضوع.. أنّ كلّ منطقة وكلّ نظام حكم له عاداته وتقاليده..
في إسرائيل يعتبر حكّامها السيجار والشمبانيا هدايا تدلّ على الفساد ولا يعتبرونها عادية بين الأصدقاء ولو كان الذي تلقاها هو رجل سلطة وحاكم أو وزير..
وفي تونس وبلدان شبيهة بها يعتبر رجال السلطة فيها وحكّامها ووزرائها.. الأموال الكاش والعقارات من فيلات وشقق وأراضي.. والمزارع والسيارات الفخمة والرحلات الفاخرة والذهب والألماس.. هدايا عادية بين “الأصدقاء” ولا تحمل شبهة فساد ولو كانت بمئات الملايين.. أو بالمليارات..!!!
معلومة بالمناسبة على هامش الموضوع.. أرنون ميلتشان الصديق الحميم لبنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الإسرائيلية الحالي.. والذي يهديه وزوجته السيجار والشامبانيا.. هو شريك بنسبة نحو 10% من أسهم القناة العاشرة الإسرائيلية التي جاء مراسلها “خلسة في وضح النهار” إلى تونس.. وعمل تغطية إخبارية مصوّرة عن اغتيال المهندس محمد الزواري.. وهي القناة التي اهتمّت بالموضوع أكثر من غيرها وبثّت عدة تقارير ونقاشات وتحليلات عنه.. ومعروف أنّها مقرّبة من المخابرات الإسرائيلية..
اكتشاف المزيد من تدوينات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.