السياسة في تونس لا تطلب من الإسلاميين سوى الرؤية الإستراتيجية لسؤال التقدم أما سؤال النهوض وقاعدته “صداع الهوية” فقد حسم تاريخيا لصالح تيار الأصالة في فضائنا العربي والإسلامي نهاية التبشيريات بمشروع النهوض الشامل أحالت على هزيمة تيار الأصولية التغريبية والأصولية الدينية.
التعبير التاريخي عن هذا الفرز تمثله لحظة 14 جانفي التي فتحت لنا أفق تجاوز سؤال الوجود الحضاري لتدمجنا في سؤال التقدم أو بالتدقيق سؤال تحسين شرط الوجود الإجتماعي.
حررت الثورة الفرد من سجن الاستعباد الفردي ومنحته ممكن التحرر من إكراهات وجوده الإجتماعي على قاعدة المواطنة.
كانت لحظة 14 جانفي ثورية وثورية بامتياز بهذا المعنى أو بهذا العمق التاريخي، تماما كما أثبتت سياسةً أنها مشروع إصلاحي يطمئن أكثر للتواصل واستيعاب القديم على حساب القطيعة والتجذر السياسي.
كل المعنى والجدل تكثفه المفارقة بين المنجز التاريخي الثوري والمسار السياسي الإصلاحي في الحالة التونسية
أو هكذا نقدر وقد نخطئ.
اكتشاف المزيد من تدوينات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.