حصر التهمة في شخص أجنبي واحد (!!!)
عبد اللّطيف درباله
من سخريات الأمور أن نقول أنّهم لو تركوا صحفي القناة العاشرة الإسرائيلية “موءاف فاردي” على راحته لمدّة ثلاثة أيّام فقط بتونس.. لكان أنجز تحقيقا تلفزيا تضمّن كلّ ملابسات وأغلب تفاصيل عمليّة اغتيال المهندس محمّد الزواري.. ولوفّر التعب والجهد والوقت عن وزارة الداخلية وأجهزتها الأمنيّة.. ولرفع الحرج عن الحكومة التونسيّة التي بقيت “تتغصور” منذ يوم الاغتيال بحثا عن مخرج لكي لا تتّهم رسميّا إسرائيل بقتله.. !!!
أكثر من ثلاثة أسابيع مضت.. ولم يقع الإعلان عن أيّ خبر مهمّ يخصّ البحث والتحقيق في الاغتيال..
وحتّى وزير الداخليّة الذي انتظروه أمس في جلسة لجنة الأمن والدفاع بمجلس النواب وروّجوا لكونه سيعلن عن المتورّط في اغتيال الزواري.. اكتفى كعادته بعموميّات وكلام منمّق.. ومهّد لحصر التهمة في شخص أجنبي واحد (!!!) قال بأنّ الوزارة تعرف هويّته وصورته وجاري البحث عنه على النطاق الدولي.. والجميع يعرف مسبقا بأنّ هويّته مزوّرة وصورته قد لا تكون مطابقة للواقع.. وبلده الأوروبيّ (بلجيكيا) المفترض قد لا يكون أحد مواطنيه على الإطلاق.. !!!
في الأثناء فإنّ تمييع القضيّة متواصل.. وتعويم التحقيق والبحث جار على قدم وساق.. وبضع مشبوهين فيهم أجانب تمّ إيقافهم من مصالح أمنيّة مختلفة على الميدان.. زعموا حملهم لجوازات سفر وجنسيّات بلدان غربيّة.. وقد وقع إطلاق سراحهم دون أيّ استقصاء أو تحرّي جدّي ومعمّق وطويل الأمد.. وبسرعة غير اعتياديّة متى تعلّق الأمر بقضيّة أمن دولة وبشبهات تجسّس أو نشاط دولي عدواني مريب ضدّ الأمن القومي التونسي..