عبد القادر عبار
احتواءُ الشرّ، وترويض الشرّير، واحتضان الابن الضال.. يحتاج إلى فقْهٍ اجتماعي، وعقلٍ سياسي، وليس إلى غرائز إعلامية، ومناورات انتخابية، لأن القاعدة تقول : إن السلوك الشرّير الظاهر، من السهل إصلاحُه، ومعالجتُه، إذا عرفنا أسبابه… اذا عُرفَ السبب، بطُل العجب !
الكلُّ متوجّس من عودة الابن الضالّ.. والكل يعرض “لاَ” و”نعَم” حسب مردودها السياسي.. بعيدا عن الإنساني والوطني.. إلا من رحم ربك.
هذا الذي تأبّط شرًّا وخرج، أهل “نعم” يقولون : تفاءلوا بالخير، وأحسنوا الظن بالناس، قد يعود بلا شرّ.. بعد أن قد يكون استفرغ حُمُولتَه الرديئة، وشفطت الغربةُ البائسة شرَّهُ، مُستأنسين بوجهة النظر الفلسفية والاجتماعية التي ترى أن: “لِعالم الخيْر، القدرةُ على احتواء الشرّ، لذلك يمكن التعويل عليه لإصلاح الذات الشرّيرة من خلال تحفيز الرواسب الخيّرة الكامنة في الذات، لتكون صالحة للعيش في المجتمع”.
وأهل “لا” يصرخون: ومن يدري؟ قد يدخل متأبّطا شرّيْن،.. وهذا من باب الاحتياط جميل، إذا علِمْنا: “أن تأثير المُلَوِّث على النّقيّ، أعظمُ من تأثير النّقيّ على المُلوِّث، فنسبة الشرّ الضئيلة في عالم الخير، قادرة على إفساده، لكن نسبة الخير الكبيرة لا يمكنها تعطيل الشرّ”.. كما يرى أحد علماء الاجتماع.
والى أن تعتدل الصورة.. ويدير الحوار فقيهٌ عاقل.. نسأل الله السلامة والعافية لِوطَن يراد له أن يظل في حالة استنفار واستفزاز.
اكتشاف المزيد من تدوينات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.