تدوينات عربية

تركيا غير قادرة على منع سقوط حلب

محمد الأخرس
إذا كان الصراخ على قدر الألم فإن الصدمة تكون بالضرورة على قدر الأمل، فكل من عولوا على الدور التركي بشكل غير منطقي وبطريقة غير متزنة، كانوا من أكثر الناس صدمة بما حصل في حلب.
كنا دائما نقول بأن أكثر مايسيء لحلفائك هو عدم قدرتك على فهمهم، وطبعا الأتراك بسقف خطابهم المرتفع وكلماتهم العاطفية يتحملوا جزءاً من المسؤولية في تجييش الشارع العربي، وحتى دفع البعض لأخذ قرارات متطرفة.
هناك هوة كبيرة بين قدرة تركيا ورغبتها، نعم قد يكون اردوغان صادقا في توجهاته للانخراط بشكل أكبر في ملفات المنطقة، ومؤخرا رفع السقف وأعطى رسائل ضمنية ومباشرة لعدة جهات، بأنه إن لزم الأمر سيدخل إلى تلعفر في العراق. ولكن تراجع عن ذلك كله وبدأت العلاقات تتحسن مع الحكومة المركزية مع ابداء استعداد للانسحاب من بعشيقة.
تركيا لا تمتلك الأدوات الحقيقية للتعامل مع ملفات المنطقة بشكل فاعل، ومؤخراً في ملف إدارتهم لمنطقة مثل جرابلس ظهرت إشكاليات عديدة. حتى على مستوى إدارة قناة تركية تنطق باللغة العربية تبدو فيها المشاكل أكبر من الإنجازات.
فتركيا لا تزال غير قادرة على إدارة ملفات بهذا التعقيد عدا عن الدخول في أتون مواجهة مباشرة في سوريا، خاصة بعد التوغل الروسي الكبير هناك، وسعي الأتراك لعدم ضرب علاقتهم مع المحور الروسي-الإيراني في ظل اضطراب علاقتهم بالغرب.
لذلك لم يكن من الوارد دخول تركيا في مواجهة حقيقية لتمنع سقوط حلب، لأنها أصلا لا تملك القدرة على ذلك. علما، بأن الطائرات التركية التي تحلق في الأجواء السورية لا يتعرض لها النظام ولا روسيا على الرغم من أنها واقعة تحت مرمى نيرانهم. وذلك لأن الدور التركي هناك محدود ومتفق عليه مسبقا.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock