لا يؤمنون لا بالحقوق.. ولا بالإنسان.. ولا بالانسانيّة..
عبد اللّطيف درباله
الهجوم العنيف والرخيص.. والشرس والقذر.. والحادّ والبذيء.. الذي تشنه الكثير من الشخصيات السياسية ومنهم نواب بالحزب الحاكم نداء تونس.. إضافة إلى الأبواق الإعلامية الموالية لهم.. على هيئة الحقيقة والكرامة ورئيستها سهام بن سدرين.. حتى في مجلس النواب.. يكشف بأنّ الوضع السياسي العام في تونس شهد عودة قوية إلى الوراء وإلى نفس الجوّ السياسي العام وممارسات عهد بن علي ونظام السابع من نوفمبر وصبيانه البنفسجيّين..
فقد كانت منظمات حقوق الإنسان في عهد بن علي محلّ تشكيك واتهام وتشويه على الدوام.. وكانت سهام بن سدرين نفسها.. وفي شخصها أيضا.. محلّ حملات تشوية منظّمة وقذرة ورخيصة وغير أخلاقية..
وصدور نفس تلك الممارسات اليوم عن بعض نواب الحزب الحاكم نداء تونس يفضح حقيقة هذا الحزب وكونه رسكلة ونسخة جديدة للتجمّع المنحلّ.. ويتماهى معه في الفكر الديكتاتوري والممارسات التعيسة والأساليب الهابطة ولغة الخطاب المنحطّة وتحديد نفس “الأعداء”..!!
كما أنّ مواصلة مجموعة من الإعلاميين ووسائل الإعلام تشوية سهام بن سدرين والمنظمة التي تفضح انتهاكات حقوق الإنسان في بلادنا.. تماما كما كانو يفعلون قبل الثورة لإعلان لونهم البنفسجي والتزلّف لأسيادهم.. يدلّ على أنّ صبيان وتلاميذ عبد الوهاب عبد الله هم سائرون على نفس الدرب قبل وبعد الثورة دون تغيير..!!
كلما تعلّق الأمر بحقوق الإنسان.. والمنظمات والهيئات والشخصيات التي تدافع عن حقوق الإنسان وتكشف وتفضح الانتهاكات والتجاوزات.. وجدت أناسا يصابون بالحساسية والدوار وارتفاع ضغط الدم وضيق التنفّس والخوف والرعب.. ويفرغون تلك المشاعر في الهجوم عليها وتشويهها والتشكيك في نشاطها ونزاهتها وأهدافها.. ويتّهمون القائمين عليها بشتّى التهم..!!!
لماذا..؟؟
لأنّ هؤلاء ببساطة هم ضدّ حقوق الإنسان.. وضدّ من يدافع عنها.. وضدّ كلّ من يفضح الانتهاكات..
ويحرجهم الأمر لأنّهم لا يؤمنون لا بالحقوق.. ولا بالإنسان.. ولا بالانسانيّة..
ويرون بأنّ الدفاع عن حقوق الإنسان يزعجهم ويتعارض مع مصالحهم.. ويعطّل مشروعهم السياسي وأسلوبهم في الحكم.. الذي لا يعترف أصلا بحقوق الإنسان…..!!!!