الموْلِد!.. دعونا نمارس حقّ الاحتفال !!
عبد القادر عبار
ما إن يطلّ علينا هلال ربيع الأول، والمُوَسَّم بذكرى يوم من أعظم أيام الله، التي أُمِرْنا بتذكّرها “وذكّرهم بأيام الله”، ألا وهو يوم مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم.. إلّا وتمدّ فزّاعاتُ التبديع أعناقها، وتتطاير فتاوى التحذير من الاحتفال بكذا مناسبة، بدعوى أنه لم يحتفل به الصحابة رضوان الله عليهم وانه عمل لم يؤثر عن السلف الصالح !
لماذا هذه الحِدّة في التحذير من الاحتفال بذكرى مولد من رحم الله ببعثته الناس ؟ ولماذا يُجَرّم بالتبديع كل من يريد أن يذكّر الغافلين بسيرة المعلم الأعظم، في زمن تجفيف المنابع، وغسل الأدمغة، وتلويث الأخلاق والقيم، وتحريف مفردات الدين، وعنترة الإعلام السيئ والبذيء ؟ وتسويق القُدوات الفاسقة والهدّامة ؟؟
اذا كان الناس لا يجمع شملهم، ولا يحرّك هممهم، ولا يصلح قلوبهم، ولا يستفزّ غيرتهم الدينية إلا حراك الاحتفال والفرح بذكر الرسول في شهر مولده، فلماذا نشدّد في المنْع، والتبديع، وهو أمر فيه خلاف بين العلماء وكلٌّ له براهينه وحججه ؟
إذا كنت أنا مثلا، مع من يجيزونه، فلم تلومني يا أخي على ممارسة حق الاحتفال ؟؟
والغريب أن بعض كبار من ترتفع أصواتهم بالنكير على من يمار سون حق الاحتفال بالمولد، لا نكاد نسمع لهم صوتا يستنكر الاحتفال بكذا عيد وطني!.. بل يجيزونه ويباركونه !!
لكن ! ما أروعها من حكمة، لو يتبَنّاها المُبَدِّعون، ويعقلها المُثبّطون، ويفقهها المُعَطّلون، ألا وهي: “بدَل أن تلعن الظلام.. أَوْقِدْ شمعة” بدَل أن تُبَدِّع.. أبْدِعْ.