تدوينات تونسية

الشيطانُ هم حُكّام العالَم اليوم

محمد كشكار
كلما امتلك الشيطانُ شيئًا، كلما أراد الشيطانُ أكثر!
(Plus le diable en a, plus le diable en veut).
ترجمة وصياغة وتأثيث مواطن العالَم د. محمد كشكار.
المصدر: (Entretien avec Etienne Chouard, un blogueur et militant politique français de gauche, intitulé “Le pouvoir d`argent” sur You Tube).
الشيطانُ هم حُكّام العالَم اليوم (Les gouvernants): صندوق النقد الدولي، البنك الدولي، جميع البنوك المحلية والأجنبية العمومية والخاصة، الشركات متعددة الجنسيات، الرأسماليون، الإعلام المأجور العام والخاص، تجار السلاح، تجار الدين، العلماء والمثقفون المرتزقة، رؤساء الدول، الوزراء، نواب الشعب (أو بالأصح نواب الأحزاب)، الرؤساء المديرون العامون في القطاع العام والخاص، الأحزاب السياسية الموالية والمعارضة والمنظمات والجمعيات التابعة لها.
هم عادة أشخاص أنانيون يُزَكّون أنفسهم ولم يزكِّهِم أحدٌ ما عدى أنفسهم أو أقاربهم أو الانتهازيون أو الإعلام المأجور أو أربعتهم مجتمعون. كلهم أغنياء شياطين لا يشبعون، فالنائب يريد أن يصبح وزيرًا، والوزير يريد أن يرتقي إلى رئيس وزراء، وهذا الأخير يخطط للوصول إلى منصب رئيس جمهورية، لا شيء يشغلهم سوى مصلحتهم أو مصلحة حاشيتهم الرخيصة الطمّاعة. نحن اليوم إذن تحت حكم الأغنياء (Ploutocratie)، وواهِمٌ مَن يعتقد أننا تحت حكم الشعب (Démocratie). هل رأيتم في حياتكم حاكمًا فقيرًا رغم أن الفقراء هم الأكثرية والأغنياء هم الأقلية؟ ومَن يُزكّي نفسَه، طبيعي أن لا يخدم إلا نفسه وذويه لأن الناس الطيبين لا يرغبون وليس لهم مصلحة شخصية في حكم الآخرين. مَن ينجح في الانتخابات هم الأفضل في مرحلة السعيِ والوصول إلى السلطة عبر ماكينة الصندوق الخدّاعة، لكنهم ليسوا الأفضل في مرحلة ممارسة السلطة. والخَورُ في الديمقراطية الحالية يكمن في أن الشعب يراقب المرحلة الأولى خلال يومٍ واحدٍ فقط هو يوم الاقتراع المباشر، وليس للشعبِ (Les gouvernés) أي أداة لمراقبة المرحلة الثانية، بل يُجبرُ على انتظار نهاية هذه المرحلة الأهم.
__________
إمضائي
يطلب الداعية السياسي أو الفكري من قرائه أن يصدقوه ويثقوا في خطابه أما أنا واقتداء بالمنهج العلمي أرجو من قرائي الشك في كل ما أطرح من إشكاليات وأنتظر منهم النقد المفيد.
لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة والبراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى وعلى كل مقال يصدر عَنِّي قد يبدو لكم ناقصا أو سيئا نرد بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي.
“وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك فدعها إلى فجر آخر” (جبران).
تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الخميس 24 نوفمبر 2016.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock