تدوينات تونسية

كلفة اللا اسلاميين… نقاش هادئ مع قواد سابق برتبة حيوان

الحبيب بوعجيلة 

قال.. أغلب المستفيدين سيكونون اسلاميين.. قلت طبعا.. كانوا في عهد رئيس بوليس يريد ضرب أكثر ما يمكن لتتربى “العروسة”… أضاف.. لم يكونوا يدافعون “على الحريات” بل على “مشروع سياسي مجتمعي ايديولوجي” خاص بهم لافتكاك الحكم وفرضه. اذن وهو أمر يخصهم ولا يعني الشعب التونسي.

حسنا اسمع أيها الحمار..
أولا : كل “المقموعين” منذ 1955 من طرف بورقيبة وبن علي كانوا يُدافعون على “مشروع سياسي مجتمعي ايديولوجي” باستثناء “النقابيين” من اتحاد الشغل في جانفي 1978 و 1985 وغيرها من المحطات وهو ملكنا جميعا وباستثناء المناضلين الحقوقيين والسياسيين والإعلاميين الذين انطلقوا فعلا في الدفاع الحقوقي على الجميع بعد اشتداد قبضة بن علي وشمول القمع.

ثانيا : لنفترض يا غبي أن الاسلاميين وغيرهم من السياسيين “أصحاب المشاريع” تم ايقافهم بتهمة “الزطلة” أو حتى الإرهاب فليس من حق الدولة أن تنتهك حقهم في المحاكمة العادلة والحرمة الجسدية وسلامة عائلاتهم. ولهذا السبب فما جرى للماركسيين والقوميين والاسلاميين والنقابيين وحتى لعملاء الموساد والشياطين الزرق من انتهاكات لإنسانيتهم يهمنا جميعا بقطع النظر عن طبيعة المشاريع التي يعدونها للمجتمع وحتى لو حاولوا الوصول اليها بالسلاح يا روح أمك فإنه في صورة القبض عليهم أحياء فلا يجوز للدولة يا سي البهيم أن تنتهك أجسادهم ولا أن تنكل بعائلاتهم.

ثالثا : هل تعلم لماذا وقف أغلب الأطياف السياسية في التسعينات وعلى امتداد الالفين ضد الانتهاكات التي تعرض لها الإسلاميون ثم حزب العمال وتوحدت بعد ذلك قوى 18 أكتوبر؟ ليس لأنهم يلتقون فكريا مع الإسلاميين وليس لأن جميع من ساندهم كان مقتنعا بأن النهضاويين ديمقراطيين أو تقدميين وأنهم كانوا حزبا يريد أن يعمل في القانونية منذ 81. بل فقط لأن هؤلاء المساندين للإسلاميين بمن فيهم الشيوعيين والملحدين والعروبيين فهموا أن كلفة “اللااسلاميين” باهضة بمعنى أن الجميع قد فهم يا مستك أن بن علي لم يكن يريد قمع الإسلاميين واستئصالهم لأنه عقلاني حداثي فقد كان يؤمن بالسحر والعرافة ولكن لأنه كان يستعد بعد استئصالهم لتصحير الحياة السياسية والثقافية والاعلامية ولهذا كان عدد الإسلاميين المضطهدين كثيرا وعذابهم مرعبا. كان عنوان المعارضة الحقيقية للتسلط وقتها أن تقول لبن علي لا لقمع أحد بمن فيهم الاسلاميين أما “المتواطؤون” فربما سبوا بن علي في بياناتهم “السرعلنية” أو “العلنسرية” ولكنهم يسبون قبله وبعده الإسلاميين وهي كلمة “السر” مع بن علي نالوا بها السلامة وأعلى المناصب ليسوا لأنهم حداثيين بل لأنهم قوادة “ثوريين” و”وطنيين” “ديمقراطيين”.

رابعا : هل تعلم يا حيوان لماذا نفرح بكل كشف للحقيقة الآن ؟… ليس فرحا ببطولة لصالح الاسلاميين يا ممصخ… أبدا. نفرح لأننا لا نثق في أمثالك… لأنك اليوم باسم سب الإسلاميين صباحا مساء وسب بن سدرين وجلسات الاستماع وثورة البرويطة و”عملاء قطر وتركيا وامريكا” كما تزعم تُذكرنا بطريقة نظامك السابق في استدراج البلاد الى قمع الجميع لتعود أنت قواده وجلاده الفكري والثقافي بعد ان اصبحت شريكا في الانتقال الديمقراطي بعد الثورة.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock